Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

# عاصفة - الحزم «قبل وبعد»

مرّت أيام على القرار التاريخي الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإطلاق عملية "عاصفة الحزم" للانتصار للشعب اليمني الشقيق وللشرعية والمقدرات اليمنية والحفاظ على استقرار اليمن

A A

مرّت أيام على القرار التاريخي الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإطلاق عملية "عاصفة الحزم" للانتصار للشعب اليمني الشقيق وللشرعية والمقدرات اليمنية والحفاظ على استقرار اليمن الذي عبث به المخلوع علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي على نحو غير مسبوق في السياسة العالمية وكبح الغطرسة الإيرانية ووقاحة التمدد الصفوي الذي بلغ مداه، مرت أيام معدودة على انطلاق العاصفة ولا تزال هي العنوان الرئيس للإعلام العالمي خبرًا وتحليلاً، والملهم الأول للشعراء والمتأملين.
نحن أيضًا قبل "عاصفة الحزم" غيرنا بعدها، كنا محبطين وسلبيين، كلما عقد مؤتمر قمة عربي سخرنا من أنفسنا ورددنا بتبلد مرير: "اتفق العرب على ألاّ يتّفقوا" وكنا نؤمن إيمانًا عميقًا بعقم الاجتماعات العربية وأنها لن تتمخض إلا عن "شجب واستنكر" وبعض الوصايا من نوع "حيلة الضعيف" الذي لا يملك من أمره شيئًا، وكنا حقًا يائسين من أن يجتمع قادة العرب على قرار يحفظ الكرامة العربية التي نالت منها الطائفية والتشرذم والانشقاق ومطامع الدولة الصفوية الوقحة كثيرًا، فأراد الملك سلمان أن يطلق "عاصفة الحزم" لتعصف بكل هذا وتنهيه تمامًا، فاجتمع العرب بوقت قياسي وقرروا الانضمام للواء سلمان، والمشاركة في مجد العاصفة التي ستجمع الغمام وتعصره وتقلب القاع وتحيله ربيعًا عربيًا مزهرًا بالعزة والتآلف.
هبت العاصفة المجيدة لتوقظنا من السبات العميق العقيم على وسائد الدعة وسحبت منا لحاف الخذلان وقذفت بنا في الفضاء لنجدنا محلقين مع سرب الكرامة، وصقور المجد، ننصر المظلوم، ونرفع القهر عن المقهورين، ونعيد لجار شقيق استقراره وأمنه، ونوقف عصابة حمقاء من بيع وطنها لعدوه، ولنرى أن ما يشتعل في نفوسنا من نخوة عربية وما يعتمل في نفوسنا من قيم النصرة والنبل والفروسية والأنفة والسؤدد ليس مجرد شعارات أكل عليها الزمن المحبط وشرب، بل هي واقع بإمكاننا تنفسه واستلهامه، فعاصفتنا وجدت نفوسًا متعطشة وأروتها وصدورًا تحترق فأثلجتها، وأنشأت في غضون أيام ثقافتها المميزة، ولغتها الخاصة، فصرنا نصبّح على أحبتنا بتحية "صباح الحزم" ونختم يومنا بعبارة "تصبحون على الحزم".
عاصفة الحزم، لسنا قبلها كما نحن بعدها، وليست الأمة قبل سلمان كما هي بعده.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store