Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أصوات

هناك من يستكثر على الفرد أن يبوح بمعاناته، ويفضل لو أن الناس تتألم دون صوت. فكلمة «آه» مهما كانت خافتة يمكن أن تعكّر صفو سكونه وتقلق راحته. وقد قادني هذا إلى تقسيم مثل هؤلاء إلى فئات على الوجه التالي: · ذلك الذي يمنعك عن التعبير عن الألم حتى وهو يضربك بعصا غليظة .. فهو يتوقع منك أن تتألم إلى الداخل.. ولا تصرخ حتى لا تجرح مشاعره. · والذي يستمتع بضربك.. لكنه يتمتع بقدر من الديمقراطية فيترك لك حرية التعبير عن ألمك. فهو يتلذذ بسماع آهاتك.. كاستمتاعه بأعذب الألحان. لكن على الأقل يسمع شكواك بطريقته الخاصة.

A A
هناك من يستكثر على الفرد أن يبوح بمعاناته، ويفضل لو أن الناس تتألم دون صوت. فكلمة «آه» مهما كانت خافتة يمكن أن تعكّر صفو سكونه وتقلق راحته. وقد قادني هذا إلى تقسيم مثل هؤلاء إلى فئات على الوجه التالي: · ذلك الذي يمنعك عن التعبير عن الألم حتى وهو يضربك بعصا غليظة .. فهو يتوقع منك أن تتألم إلى الداخل.. ولا تصرخ حتى لا تجرح مشاعره. · والذي يستمتع بضربك.. لكنه يتمتع بقدر من الديمقراطية فيترك لك حرية التعبير عن ألمك. فهو يتلذذ بسماع آهاتك.. كاستمتاعه بأعذب الألحان. لكن على الأقل يسمع شكواك بطريقته الخاصة. · أما الفئة الثالثة فهي لا تقصد أن توقع بك الألم ولكنها لا تعرف مقدار ألمك أو قدر معاناتك. فإذا سمعت منك أو بلغها عنك ما أنت فيه من معاناة.. تعمل على تخفيف الألم بل وإزالة مصدر الشكوى. أكثر الناس يفضلون الصمت فما لا يقولونه يكون عادة أكثر صدقاً في وصف الواقع مما يجهرون به.. وهؤلاء هم من يسمون «الأكثرية الصامتة» الذين قد يكون صمتهم حكمة.. أو نقمة؟! نافذة صغيرة: [ كم صوتٍ مرّ في أذني وما سمعته، وكم صوتٍ سمعته، وما مرّ في أذني قط ] ميخائيل نعيمة
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store