Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جزؤنا اليمني

اتصل بي أحد موظفي الشركة التي أعمل فيها، ممن صلتي به خمسة أيام كل أسبوع في عنبر الحياة، انتشيت بصوته الذي كان هدنة مؤقتة من صخب الأخبار المسائية، بادرني بالسؤال بحزن شفّاف وفي حلقه طعم مرارة ﻻذع، وتجل

A A
اتصل بي أحد موظفي الشركة التي أعمل فيها، ممن صلتي به خمسة أيام كل أسبوع في عنبر الحياة، انتشيت بصوته الذي كان هدنة مؤقتة من صخب الأخبار المسائية، بادرني بالسؤال بحزن شفّاف وفي حلقه طعم مرارة ﻻذع، وتجلّى في كلامه إحساس عميق: هل يعني بالضرورة لأني يمني الجنسية معناه أنّى لا أحب هذه البلاد؟ ، السعودية بلدي ولدت، وتربيت وتعلّمت في مدارسها ورزقي ورزق أهلي باليمن منها!!
أجبته: منذ عرفت الحياة وإخواننا من اليمن يعملون معنا، فمشكلتنا الأزلية أننا ﻻ نضع أبدًا المخلوقات التي نعرفها في مكانها الصحيح. قال لي: ولكننا لم نختر يومًا البلاد التي نعيش فيها، بل إنّ القدر يفعل ذلك!! أجبته: إنّ القدر ﻻ يقرأ، ولكنه يلقننا دائمًا دروساً جيدة في كتابة سطور مستقبلنا وتحديد معنى علاقاتنا. قال لي: ولكن البعض لا يفرّق بيننا، ويعمّم الجحود علينا!! تابع كلامه: ماذا سنفعل بالله عليكِ إذا كان بعض منا مزيفًا إلى هذا الحدّ ﻻ يحمل سوى الرمل والكلام الأصفر؟!! قلت: نحن نحاول أن نزرع المقيم الذي يقيم في بلادنا في عيننا وحنجرتنا وقلبنا، منهم من تحوّل بقدرة قادر إلى لعنة ودمعة ووجع يتسلل إلى قلوبنا!! لكن حتى في زحمة هذا الزمان حيث الجحود علامة مميّزة، ﻻ زال بعض من اخواننا اليمنيين ومضات صدق في حياتنا!! بتنهدية عميقة قلت له قبل أن يطير الكلام: كفكف حبّك ودمعك وخوفك، واترك صوتك المخنوق ليتحرر من كل فعل جحود واتبعني إلى الأسواق والمرافق الخدمية، لا تجد مكانًا فيها يخلو من إخواننا اليمنيين. فكُتب السماء كلّها ليس في آياتها نصّ واحد يدعو للجحود، الجحود إنتاج أرضي كالكراهية والنقص وعدم الثقة في النفس. وتأكد دائمًا -أخي اليمني- أنّك ستشرب من كأس وطني كل خير.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store