Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

شارع الصحافة البريطاني والمأزق الأخلاقي لصحافة التابلويد

شارع الصحافة البريطاني والمأزق الأخلاقي لصحافة التابلويد

* يعتمد شارع الصحافة البريطاني في تسويق صحفه الصغيرة أو المكثفة خبرًا وصورة، والتي تأخذ مسمى له جاذبية وهو «التابلويد/Tabloid»، تعتمد في الغالب الأعم على الطبقة العمالية، وخصوصًا فيما يتصل بالكشف ع

A A

* يعتمد شارع الصحافة البريطاني في تسويق صحفه الصغيرة أو المكثفة خبرًا وصورة، والتي تأخذ مسمى له جاذبية وهو «التابلويد/Tabloid»، تعتمد في الغالب الأعم على الطبقة العمالية، وخصوصًا فيما يتصل بالكشف عن الحياة الخاصة لبعض الشخصيات المعروفة، كما هو الشأن في الدور الذي لعبته صحيفة «الصنداي ميرور/The Sunday Mirror»، في الفضيحة التي طالت وزير الحربية في الستينيات الميلادية جون برومفيو «John Profumo».
* ولم يتضرر «برومفيو» لوحده، بل أدت تلك الفضيحة، إضافة إلى قضية أخرى وهي الكشف عن شخصية عميل المخابرات السوفيتية السابق والبريطاني الجنسية كيم فيلبي «Kim Philby»، ثم هروبه إلى الاتحاد السوفيتي، كل ذلك أدى إلى سقوط حكومة هارولد ماكميلان، مما يبرز ويوضح قدرة هذا الضرب من الصحف على التأثير في الحياتين؛ العامة والخاصة.
* في شهر يناير الماضي حدثت ضجة داخل أروقة صحيفة «الصن /The Sun « المعروفة؛ حيث دأبت الصحيفة على تخصيص الصفحة الثالثة من الصحيفة لفتاة شبه عارية.
* ومن خلال التقرير الذي أوردته صحيفة «الديلي تلغراف» المحافظة في عددها «28 January – 3 February 2015»، بأن هناك تيارين داخل الصحيفة وخارجها، أحدهما يريد استمرار الصحيفة في نشر الصور الخليعة والمتهتكة، والآخر، ومنهم شخصيات مثقفة مثل المتحدث باسم الشؤون الثقافية في المؤسسة العمالية «Harriet Harman»، ترى أن الصحيفة يفترض أن تدخل القرن الواحد والعشرين بِسمة أكثر رصانة، وتبتعد عن إثارة الغرائز لدى طبقات معينة في المجتمع البريطاني، ومعلوم أن نشر مثل تلك المواد يدر على الصحيفة دخلاً ماليًا كبيرًا.
ويوعز البعض السبب وراء ظهور الصحيفة لعدة أيام من دون مادة مثيرة يعود إلى الرؤية المحافظة لدى مالكها «روبرت مردوخ / Robert Murdoch»، والذي يعتنق أفكارًا مسيحية متشددة، لكن ما لم يتعرض له التقرير، الذي ركز على آراء المؤيدين لتيار النسوية الخارجة على التقاليد، والآخر المُعارض لها بشدة، إن السبب هو تنامي نزعة التحرش، رغم تلك الحرية الموجودة والمتزايدة داخل المجتمعات الغربية ومنها المجتمع البريطاني، والذي كان إلى الستينيات الميلادية يُصنف على أنه محافظ نسبيًا، قبل أن تكتسح ما عُرف آنذاك بالمطالبة بحريات أكثر، وخصوصًا لجهة العلاقة بين المرأة والرجل، بل إن ما صدم الكثير من القراء داخل ذلك المجتمع هو الكشف عن سلوكيات شخصيات إعلامية شهيرة، مثل شخصية «جيمي سافيل/ Jimy Savil»، الذي كانت تحتضن برامجه الإعلامية، وخصوصًا مع صغار السن قناة الـ»بي. بي. سي» الرسمية، ولم تكشف الصحافة هناك عن سلوكياته غير الأخلاقية إلا بعد رحيله قبل مدة يسيرة، مع إنه كانت هناك تسريبات حول معرفة بعض المسؤولين في القناة ببعض سلوكيات «Savil»، ولكن الحرص على تقديم صورة زائفة عن مثل تلك الشخصيات لعوامل مختلفة؛ حيث يظل الهدف الرئيس لدى تلك المؤسسات الصحافية والإعلامية هو العامل المادي المحض. وتبقى خطوة صحيفة «الصن» على رغم محدوديتها ما يُمكن أن يدخل في دائرة الانعطافات المهمة، فلقد اصطدم المجتمع الغربي بالرؤية المادية المحضة والخالية من كل مضمون أخلاقي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store