Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الكتابة والتلقي وقت الأزمات

مهمة من يشتغل بالإعلام أكثر من حساسة، وتتفاوت الحساسية بين حدّتها وانخفاضها بحسب التفاصيل الدقيقة لعمل الإعلامي وتخصّصه، فالفرق واضح ومعلوم بين مُقدِّم المعلومة، دون رأيٍ وهو مسؤول فقط عن مدى صحّت

A A

مهمة من يشتغل بالإعلام أكثر من حساسة، وتتفاوت الحساسية بين حدّتها وانخفاضها بحسب التفاصيل الدقيقة لعمل الإعلامي وتخصّصه، فالفرق واضح ومعلوم بين مُقدِّم المعلومة، دون رأيٍ وهو مسؤول فقط عن مدى صحّتها أو نسبِها وإحالتها إلى مصدر، والمذيع الذي في نشرة الأخبار، وبين من يقدّم رأيه أو تحليله استنادًا على معلومة أيضًا، إلا أنه يضيف إليها من واقع خبرته وربطه وقراءاته واستنتاجاته، فكلهم يتحمّل أو المؤسسة التي يعمل بها جزءًا من المسؤولية في تكوين الصورة الذهنية حول المادة المقدمة للمشاهد أو القارئ والمستمع.
المسؤولية تكون أكثر على كاتب الرأي الذي يسهم في صناعة الرأي العام وتشكيله بشكل أوضح وأكثر تأثيرًا، حتى وإن انحسر المتلقي، واتجه إلى التلفزيون؛ فأغلب مواد البرامج المؤثرة في الرأي العام تصنع أساس مادتها من الصحف وآراء الكتاب ومقالاتهم، ومعظم من يدير تحرير القنوات الإخبارية أو البرامج الخليجية ذات التأثير كانوا في السابق كتاب رأي في الصحف أو ما يزالون.
والخلاصة أن كل ما سبق يؤكد أهمية ومكانة كتابة الرأي، وتأثيرها على الجمهور -وإن اختلفت الوسائل- وخاصة في أوقات الأزمات.
وفي حالة الحرب تتجلى أهمية المعلومة، إذ يبحث القارئ والمتلقي عمومًا عن المعلومة المطمئنة والرأي والتحليل الواقعي المتزن البعيد عن خلط الأوراق، وبذا يضع المتلقي كاتب الرأي أمام تحدٍ أكبر لجلب المعلومة الواثقة، والتفسيرات الرزينة والتوقعات المقاربة للأحداث.
من الوطنية أن لا تتحدّث ولا تكتب إلا بعد قراءة عميقة للمشهد وفهم أبعاده، وألا تحمِّل الدولة ما لا تحتمل بتصدير تصريحات وتحليلات بعيدة عن المشهد بمجرد قراءة خبرين عن الموضوع.. الموضوع أكبر وأعمق.
كاتب الرأي يظهر أحيانًا للمتلقي كمتحدث رسمي، وهذه المسألة لو استشعرها الكاتب، وأنه يتحدث بلسان الدولة داخليًا وخارجيًا في مضمون خطابه وما يُفهم منه لأعاد النظر في حساباته، وصار يزن الكلمة قبل حتى أن يفكّر بها.
** العملية الأخيرة الكبيرة التي قامت بها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين (عاصفة الحزم) بما فيها من عنصري السرية والمفاجأة، والترتيب القوي المسبق.. والتنسيق والإعداد والاستعداد، والحشد الكبير والتأييد.. يعطي أكثر من إشارة وبرهان على قوة السعودية كدولة، وتأثيرها سياسيًا واستخباراتيًا واقتصاديًا وأنها دولة لها هيبة وسيادة.
** الدور الكبير الآن على الإعلام.. ليس إعلام كتاب الرأي فقط.. بل وحتى الإعلام الشعبي و»قروبات» الواتس آب: الوعي الكبير بالمرحلة وتداعياتها، والحذر من الشائعات وعدم تداولها، والإيمان الراسخ بقوة الدولة السعودية وحرص قيادتها المباركة على السيادة وحماية أمن شعبها وبلاده.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store