Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قوى فاسدة

وضعت المملكة العربية السعودية بسبب الصراعات السياسية في اليمن قواتها في حالة تأهب قصوى، إلى أن تأزَّم الوضع بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية، مما أدى إلى استنجاد الرئيس اليمني بالمملكة ودول الخليج والإ

A A
وضعت المملكة العربية السعودية بسبب الصراعات السياسية في اليمن قواتها في حالة تأهب قصوى، إلى أن تأزَّم الوضع بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية، مما أدى إلى استنجاد الرئيس اليمني بالمملكة ودول الخليج والإخوة العرب لاتخاذ كافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية. وهذا دليل قاطع على العلاقة القوية بين اليمن ودول الخليج عامة والسعودية خاصة، لعدة أسباب منها: الحدود المشتركة بين البلدين، وهذا ما يجعل التهديد لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب، بل يطال المنطقة بأكملها، بالإضافة إلى وجود أكثر من مليون يمني وافد يعيش على أرض المملكة ويعمل بها.
فلم تدخل بلادنا هذه الحرب تلقائيًا، بل كانت بعد الاستغاثة من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي.. وحيث إن الاعتداءات قد طالت أراضينا، فإنه وبناءً على ما نصّت عليه المادة الثانية والستون من النظام الأساسي للحكم: "للملك إذا نشأ خطر يُهدِّد سلامة المملكة، أو وحدة أراضيها، أو أمن شعبها ومصالحه، أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء مهامها، أن يتخذ من الإجراءات السريعة ما يكفل مواجهة هذا الخطر. وإذا رأى الملك أن يكون لهذه الإجراءات صفة الاستمرار فيتخذ بشأنها ما يلزم نظامًا".
فقد دخلت "عاصفة الحزم" أسبوعها الثاني، واليوم دور كل مواطن لا يقل أهمية عن دور جنودنا البواسل من جميع القطاعات العسكرية المرابطة بالجبهة لحماية أرض الوطن، ومن الممكن أن يسأل البعض كيف؟! وجوابنا، لكي تبقى الجبهة قوية يجب أن يظل الأمن الداخلي مستقرًا، فقد لاحظتُ العديد من الرسائل التي تحمل الكثير من الدسائس، على سبيل المثال وليس الحصر من هذه الرسائل تداول الأخبار والتحركات العسكرية، أو تحذير البعض من العمالة اليمنية، أعتقد أن أول المتضررين من المليشيات الحوثية هم إخواننا اليمنيون، وكثير منهم مَن عبَّر عن شكره للملك سلمان -حفظه الله- لموقفه تجاه اليمن، فكثير من إخواننا اليمنيين يعتبرون أرض المملكة بلدهم الثاني، ومكان جلب لقمة عيشهم ورزقهم، فمثل هذا النوع من الرسائل يعتبر خيانة للوطن، وأعتقد أن الهدف منه نشر الفتنة والفرقة، فيجب علينا التنبّه من القوى الفاسدة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تُحرِّض على الفتنة وزعزعة الأمن الداخلي. فاليوم على كل مواطن مسؤولية للحد من الأخبار الكاذبة.
نحتاج للوعي بكل ما يقرأه المواطن وما يتلقاه من رسائل، وما يعيد إرساله للآخرين، وهل من جدوى من إعادة إرسال بعض الرسائل. وأيضًا يجب علينا التذكر أن ما أحوج له الشعب اليمني اليوم الدعاء والمساندة، وليس زرع الأحقاد بيننا وبينهم، أما بالنسبة لمن هم يعيشون على أرض المملكة، يجب علينا -كعادتنا- حسن المعاملة لهم، كما أمرنا ديننا الحنيف وحسن الظن بهم. وأخيرًا، يجب علينا الدعاء والابتهال لله سبحانه وتعالى أن ينصر جنودنا نصرًا مبينًا، ويعيدهم إلى مواقعهم وبلادهم سالمين، ويحفظ أمن بلادنا من كل عدوان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store