Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عاصفة الحزم للردع والحسم

تكملة لحديثي في الأسبوع المنصرم حول عاصفة الحزم، من الضروري التأكيد أن الحوثيين غضوا الطرف عن كل ما يمت إلى الأخلاق والقيم، متناسين وشائج القربى، حيث جعلوا أنفسهم أداةً لأيدٍ خفية حاقدة تتوهم فرض سياد

A A
تكملة لحديثي في الأسبوع المنصرم حول عاصفة الحزم، من الضروري التأكيد أن الحوثيين غضوا الطرف عن كل ما يمت إلى الأخلاق والقيم، متناسين وشائج القربى، حيث جعلوا أنفسهم أداةً لأيدٍ خفية حاقدة تتوهم فرض سيادة لا يمكن بلوغها، فتمادوا في غيّهم ولم يتقوا غضبة الحليم، وظنوا أنهم قادرون على تحقيق مآربهم في السيطرة على المنطقة، ولكن هيهات أن يتم لهم ذلك، فنحن نعيش في عالم تحكمه القوانين والأعراف والنظم والشرائع الدولية، لهذا حدث ما كان متوقعًا بعد أن نفد الصبر تمامًا، وما دري الحوثيون أن للصبر حدودا، وأن انقلابهم على الشرعية هو انقلاب الباطل على الحق، وهكذا وقعوا في شر أعمالهم، حيث بدأت (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين تجسيدًا لموقفٍ من مواقف الشجاعة والحكمة، التي يتمتع بها الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، فتلك العمليات قصد بها تحقيق الأمن وإسكات أصوات الفوضى وكسر هيمنة إيران على المنطقة، حتى يعلم الإيرانيون وأذنابهم أن الخليج قويٌ باقتصاده وبموارده، وبقياداته وبإنسانه، وبالتفاف مواطنيه حول قيادتهم، لتكون عبرةً ودرسًا لكل آتٍ بعنجهيةٍ مماثلة قد تشهدها الأيام، علمًا بأن عاصفة الحزم تشارك فيها عشر دولٍ من بينها دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية، ونستطيع أن نقول للحوثيين اليوم: قد سقط اللثام عن وجه الإجرام، فماذا استفادوا من عنادهم وقد أضاعوا مبادرات سلمية عديدة؟ لا بد أنهم اعتبروا الصبر ضعفًا والسكوت رضا، ومن المؤكد أنهم الآن يعضّون أصابع الندم بعد الغارات، التي استهدفت معاقلهم، حيث إن عاصمة الحزم كانت بداية موفقة للردع والحسم.
إن تصدي المملكة العربية السعودية لقيادة العمليات العسكرية موقف شجاع يضاف إلى رصيدها الحافل بالمواقف المشرّفة، فأي تردد في مؤازرة هذا الموقف الرائع يعد خيانة كبرى، فكلنا يعلم أن الحوثيين هم أذناب الفرس وربائب إيران، لذا فإن هذه العمليات العسكرية تردع إيران بضربها للحوثيين، كما ترهب روافد الإرهاب الأخرى التي تنتظر دورها، فما يهم التحالف اليوم هو أمن اليمن واستقراره، وأمن المنطقة والسلم والأمن الدولي، وحماية الشعب اليمني الذي دفع الثمن باهظًا جراء تصرفات الحوثيين، لذا ستبقى عاصفة الحزم مشروعًا عسكريًا عربيًا إسلاميًا مستعدًا لوأد الأطماع الإيرانية في مهدها، وسنظل نقول: اللهم انصرنا على أعدائنا واقذف في قلوبهم الرعب، وسلم بلادنا من شرهم يا رب العالمين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store