Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ماذا ستفعل إيران الآن؟!

لا شك أن إيران اليوم في حالة ذهول من التحرك السعودي الكاسح في اليمن عبر عملية عاصفة الحزم التي تمكنت خلال فترة وجيزة من إحراق مخططاتهم الهادفة لدق إسفين في خاصرة المملكة وساحتها الخلفية.

A A
لا شك أن إيران اليوم في حالة ذهول من التحرك السعودي الكاسح في اليمن عبر عملية عاصفة الحزم التي تمكنت خلال فترة وجيزة من إحراق مخططاتهم الهادفة لدق إسفين في خاصرة المملكة وساحتها الخلفية.
عمومًا، سؤالي «ماذا ستفعل إيران الآن؟» لا يتعلق بالشأن اليمني، فهذا الشأن تم حسمه دون رجعة عبر «عاصفة الحزم» التي تقتلع الآن أدواتهم الحوثية من جذورها.
سؤالي في الواقع هو ماذا ستفعل إيران في أعقاب إبرامها للاتفاق النووي مع أمريكا؟ هل ستلتزم حقًا دون غش وخداع ببنود الاتفاق وتمتنع عن محاولات إنتاج سلاح نووي؟ هل سيجعلها هذا الاتفاق تفكر بعقلانية أم سيزيد من غرورها وطموحات قادتها الثورية؟ هل ستعمل على استثمار ملياراتها المجمدة بعد الإفراج عنها لبناء اقتصادها الداخلي المنهار وتحسين مستوى معيشة مواطنيها المتردي، أم أنها ستواصل استنزاف تلك المقدرات في دعم وتغذية الصراعات الطائفية ومشروعات الهيمنة وأحلام الزعامة الإقليمية؟!
يقال إن أفضل وسيلة لمعرفة المستقبل القريب هي قراءة التاريخ البعيد، والإجابة على هذه الأسئلة يمكن معرفتها عبر قراءة العقلية الإيرانية طوال ٣٥ سنة مضت بدءًا من ثورة عام ١٩٧٩ التي جاءت بالملالي للحكم، إذ ليس من المتوقع لتلك العقلية التي وجهت كل خيراتها وملياراتها على مدى ثلاثة عقود لتصدير الثورات والركض خلف أوهام النفوذ أن تتغير فقط لأن مزيدًا من الأموال أصبح في يديها. وليس متوقعًا من تلك العقلية التي دأبت لعقود على المكر وحياكة المؤامرات والدسائس أن تلتزم ببنود اتفاق نووي كان توصلها إليه قائمًا أصلًا على التضليل والخداع.
إن إدمان ملالي إيران على المكر وأحلام الهيمنة لا يختلف عن حال مدمن المخدرات الذي لو وضعت في يده ملايين الريالات ثم عدت لاحقًا لترى ماذا فعل بها، فإنك حتمًا لن تجده قام باستثمارها بما يعود عليه وعلى أسرته بالخير والرخاء، بل ستجده أنفقها للحصول على جرعات متزايدة بحثًا عن النشوة التي أدمنها حتى لو كانت تمزق جسده من الداخل. وطبعًا فإن المستفيد الأكبر هو دومًا (تاجر المخدرات) الذي يزود ذلك المدمن بجرعات الوهم ليتمكن من إحكام السيطرة عليه وتسييره كما يشاء.
فإذا كانت نكسة انخفاض أسعار النفط الاقتصادية وصدمة عاصفة الحزم العسكرية لم تعيدا إيران لصوابها، فإن من المستبعد أن يفعل الاتفاق النووي ذلك، والصحيح أنه سيكون لها بمثابة «الجرعة المفرطة»، بكل ما يحمله ذلك من مخاطر عليها وعلى المنطقة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store