Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

شعار مستهلك.. شوفوا غيره!!

‏معظم الأنظمة العربية تزعم أن هدفها الكبير تحرير الإنسان الفلسطيني من أسر العدو الصهيوني، مع أن العدو لم يعد عدواً من ‏كثرة زيف هذا الزعم الرخيص. إنه شعار طال استهلاكه حتى لم يعد له طعم ولا لون ولا رائحة، فهؤلاء لن يفلحوا في تحرير ‏الإنسان الفلسطيني طالما أن الإنسان العربي الذي يتولون أمره ما زال أسيراً لديهم يمتنّون عليه بنسمة هواء أو شربة ماء أو ‏تعليم (خايب) وتطبيب (هايف). ‏

A A
‏معظم الأنظمة العربية تزعم أن هدفها الكبير تحرير الإنسان الفلسطيني من أسر العدو الصهيوني، مع أن العدو لم يعد عدواً من ‏كثرة زيف هذا الزعم الرخيص. إنه شعار طال استهلاكه حتى لم يعد له طعم ولا لون ولا رائحة، فهؤلاء لن يفلحوا في تحرير ‏الإنسان الفلسطيني طالما أن الإنسان العربي الذي يتولون أمره ما زال أسيراً لديهم يمتنّون عليه بنسمة هواء أو شربة ماء أو ‏تعليم (خايب) وتطبيب (هايف). ‏ وآخر ما ساقته الأخبار من نماذج الأسر والذل والإهانة، ما نُشر عن شاب عربي في ريعان الشباب تعرض لتعذيب وحشي ‏رهيب من قبل جنديي أمن أشبعاه ضرباً ولكماً وصنوفاً من الألم حتى فارق الحياة مودعاً روحه لدى بارئها. ولتكتمل فصول ‏المسرحية الهزلية السخيفة حُشرت في بلعوم القتيل لفافة مخدرات كبيرة ليقول قائلهم إن الشاب مات بسبب آفة المخدرات ولفافة ‏الموت. ‏ هذا السيناريو يتكرر في مواطن عربية كثيرة، كلها تزعم أنها ترمي إلى تحرير الإنسان الفلسطيني من جور المعتدي ‏الصهيوني. ولذا تدرك إسرائيل يقيناً أن ما يُقال عن ردعها وهزيمتها ودحرها، ما هو إلا أصداء خاوية لممارسات ظالمة، حتى ‏وصل الحال إلى تفاخر إسرائيل بأنها أرحم بالفلسطيني من الأنظمة السائدة بمواطنها العربي. ‏ ومع أن هذه الممارسات بدأت في التلاشي في معظم أرجاء المعمورة، إلاّ أن العالم العربي ما زال مختلفا، بل ومتشبثا بهذه ‏المنكرات الفظيعة المؤلمة، والتي تكرس تخلفنا إلى حد كبير.‏ باختصار .. حقوق الإنسان في معظم أرجاء عالمنا العربي (صورية) حد الابتذال، وشكلية لإكمال فصول المسرحية. وكل ما ‏تتضمنه الدساتير والقوانين والأنظمة تكذبه الممارسات الصارخة والأفعال الظالمة والتصريحات الشائنة. في ظل بعض الأنظمة ‏العربية يصيح المواطن بأعلى صوته مردداً قول الشاعر:‏ كنت الصحيح وكنا منك في سقم فإن سقمت فإنا السالمون غداً دعت عليك أكفّ طالما ظُلمت ولن تُــــرد يـد مظلـــــــومة أبداً وستظل هذه حال أمتنا المجيدة حتى تنكسر شوكة الاستبداد وتتوارى عهود الجور والطغيان، ففاقد الشيء لا يعطيه، وسيطول ‏الصبر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولاً. ‏
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store