Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أيها المشجع دعها فإنها منتنة

يسيطر التعصب أحيانًا على بعض المشجعين، فتصدر منه أمور مسيئة لغيره، وبعضها تصل للعنصرية، أعاذنا الله وإياكم منها، ولعل ما حصل من أحد المشجعين مؤخرًا من إساءات لطفلة كانت في براميل القمامة، بسبب العوز و

A A
يسيطر التعصب أحيانًا على بعض المشجعين، فتصدر منه أمور مسيئة لغيره، وبعضها تصل للعنصرية، أعاذنا الله وإياكم منها، ولعل ما حصل من أحد المشجعين مؤخرًا من إساءات لطفلة كانت في براميل القمامة، بسبب العوز والفقر، وربما أرادت جمع بعض العلب أو غير ذلك لبيعها لكسب قوت يومها، فكان موقف ذلك الشاب الذي صوّرها وعرض الصورة في مواقع التواصل مؤلمًا، وهو مؤسف أن يمارس بعض المشجعين مثل هذه التصرفات بسبب المبالغة في التشجيع والمماحكة مع زملائه المشجعين لأندية أخرى، وهذا خُلق ينبغي الابتعاد عنه، لأنه يتنافى مع خُلق ديننا الحنيف، وهي ظاهرة للأسف موجودة في بعض جماهير الأندية دون تخصيص، بسبب ما يحدث بين بعض المشجعين من تحديات وسباب وشتائم لا تليق بهم، ورغم هذا الموقف لهذا المشجع لكني أكبرت فيه أيضًا موقفه الذي يُحسب له عندما اعتذر عما قام به، وذهب وقدم هدايا للطفلة، واعترف أن ما بدر منه لم يكن لائقًا، والاعتذار منه موقف نبيل ونتمنى عدم تكراره سواء منه أو من غيره من مشجعي الأندية الأخرى، وكما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون)، فنسأل الله أن يهدي الجماهير الرياضية لنبذ التعصب ونشر ثقافة التنافس الشريف، ومطلوب من روابط المشجعين بث مثل هذه المواقف الطيبة ونشر العبارات الرياضية في المدرجات أثناء المباريات التي تساهم في نبذ التعصب الرياضي وتدعو للتنافس الشريف، وينبغي أن يكون هناك حملة في القنوات الرياضية التي تهتم بالجانب الرياضي وتقود هذه القنوات الحملة لنبذ التعصب، وتبدأ هذه القنوات بنفسها، وكذا الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي، مما يساهم في صفاء النفوس وإبعاد الجميع عن هذا التعصب المقيت، وكما يعلم الجميع أن بلادنا تواجه تحديات كبيرة هي بحاجة للاهتمام بها والوقوف قلبًا وقالبًا مع القيادة الرشيدة، والابتعاد عن هذه الأمور التي لا تزيد المجتمع الرياضي إلا انقسامًا، ولنتذكر موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما (كَسَع غلامٌ من المهاجرين غلامًا من الأنصار في غزوة بني المصطلق، واستغاث الأول: يا لَلْمهاجرين، ونادى الآخر: يا لَلأنصار، سمِع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ»، فحكوا له ما جرى، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ)، ومعنى كسع أي ضرب، فهذا نهي عن العنصرية والعصبية القبلية وغيرها من الحبيب صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يهدي الجميع ويدلهم على ما فيه الخير، ويبعد عنهم هاجس التعصب الرياضي، ويوفقهم لما يُحب ويرضى، إنه جواد كريم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store