Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من إضاءات عاصفة الحزم

أثبتت العمليات العسكرية في عاصفة الحزم بما لا يدع مجالًا للشك جدوى العمل العربي المشترك. فهذه هي المرة الأولى التي يعتمد فيها العرب على أنفسهم؛ من بداية التخطيط ثم إصدار قرار الهجوم إلى التنفيذ.

A A
أثبتت العمليات العسكرية في عاصفة الحزم بما لا يدع مجالًا للشك جدوى العمل العربي المشترك. فهذه هي المرة الأولى التي يعتمد فيها العرب على أنفسهم؛ من بداية التخطيط ثم إصدار قرار الهجوم إلى التنفيذ. هذا الاعتماد على النفس والالتفاف الصلب المتماسك حول بعضهم بعضًا وتوحيد القيادة، أعطى ميزة المبادرة، والمفاجأة للطرف الآخر من حيث لا يتوقع.
ولعل تبني القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ والسعي لمحاكاتها خير دليل على النجاح الذي أحرزته عاصفة الحزم برغم أمدها القصير. فقد أدرك القادة العرب جدوى العمل العربي المشترك، وعدم الاعتماد الكلي على التحالفات الأجنبية التي عادة ما تحمل أولوياتها الإستراتيجية وأجنداتها الخاصة معها. من هذه القناعة جاء قرارهم بضرورة إنشاء قوة عربية مشتركة تدعم الكيانات العربية من الأخطار الخارجية والفوضى الداخلية التي تثيرها التنظيمات التكفيرية والمتمردة التي عاثت في الأرض فسادًا فمزقت دولًا عربية كثيرة.
هذه الضرورة التي برزت جلية تبرر وجود مثل هذه القوة العربية الخالصة، في الوقت الذي نلاحظ فيه جيراننا في الشرق الأوسط يسعون جاهدين لتحقيق مصالحهم الخاصة وتحالفاتهم الإستراتيجية. فكل من إيران وتركيا تسعيان إلى فرض وجودهما على خارطة الشرق الأوسط وهيمنتهما، بما في ذلك دولنا العربية. وخير دليل هو دور إيران النشط في المنطقة الذي وصل إلى حد التدخلات السياسية والمالية والإستراتيجية بل وحتى المشاركة القتالية.
وما زيارة وزير الخارجية الإيراني ظريف إلى الباكستان، بعد رجوعه فورًا من مباحثات الملف النووي مع مجموعة الـ(٥+١) من أجل ثني الباكستان عن إعلانها المشاركة العسكرية في عاصفة الحزم، وكذلك زيارة الرئيس التركي إلى إيران أثناء عمليات عاصفة الحزم؛ إلا دليلان ناصعان على ذلك النشاط، ما يعني ضرورة الاعتماد على النفس، ومنطقية العمل العربي التكاملي المشترك في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store