عاصفة الحزم.. داخليًا !

في عهدها السلماني توجه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رياح التغيير الإصلاحية نحو أهدافها المقصودة، وهو -حفظه الله- لا ينشغل بعاصفة الحزم في البوابة الجنوبية لوطننا العظيم على كل ما يحتويه ملفها من مناوشات سياسية ومحاولات لإيقافها من قبل الأعداء الذين لا يزالون يحاولون استيعاب مفاجأتها، عن قيادة عاصفة الحزم الإدارية الداخلية، وتحقيق أهدافها التنموية وهو يثبت أنه ماضٍ لتنفيذ ما تضمنته كلمته -رعاه الله- حين شكل حكومته ومنح الثقة لوزرائه ووجّههم بتكثيف الجهود ووضع مصلحة الوطن والمواطنين في مقدمة أولوياتهم، ومواصلة العمل نحو تحقيق المزيد من تطلعاتهم، بالوقوف على مختلف الحاجات والمتطلبات، وسرعة ومرونة إنجازها وتصريحه بأنه سيقيم أعمال الوزراء خلال أشهر قليلة وسيعفي من يثبت أنه ليس أهلا لثقته وتطلعات شعبه، ولأنه سلمان الحزم وحكومته إجرائية لا مكان فيها للتخاذل والتراخي، فقد اتخذ قراره الحازم بإعفاء وزير الصحة بعد فشله في احتواء مواطن لجأ إليه وعدم جديته في التعاطي مع الظرف الصحي لوالده، ليأمر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، بعلاج والد المواطن بندر العنزي فورًا في ألمانيا، ونقله على وجه السرعة بالإخلاء الطبي.
ولأنه العهد السلماني الذي أطلق عاصفة الحزم بالمقاتلات لحماية الحد الجنوبي من العدوان الخارجي، ستنطلق عواصف حزم داخلية لتعصف بكل ما يتهدد أمننا ووحدتنا ومكانتنا بين الأمم، ستنطلق للإصلاح ومحاربة الفساد والعنصرية وحتمًا ستعصف بدعاة التعصب الرياضي الذي استشرى وبلغ مداه الأسوأ حتى وصل الأمر لاعتلاء مراهقيه المحتقنين المنابر الإعلامية ليصنعوا الكراهية ويبثوا الأحقاد بين شباب الوطن ولتصل الأمور حد المساس بوطنية المنافسين والطعن في ولاءاتهم والمزايدة عليها بل ودعم فرق دولة معادية علنًا ونشر الاحتفاء بعلمها وفوز فرقها على المنافس الشقيق في مشهد من اضطراب الأولويات واختلال التقدير للتبعات، كما ننتظر عاصفة الحزم الداخلية أن تمنع إقحام الجيش السعودي في المنافسات الرياضية بارتداء الزي العسكري لما يترتب عليه في هذه الأجواء المحتقنة داخليًا وخارجيًا من مساس بالولاء لمؤسسة سيادية هي أكبر من أن تقحمها الجماهير في المدرجات المشتعلة وهي أيضًا ملك الوطن والمواطنين جميعًا لا فريق بعينه.