Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حتى لا يسيء إعلامكم لمصالح بلدانكم

كنت أثناء غزو العراق للكويت طالباً في الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة، ولا أعتقد أن بمقدوري نسيان تلك الأيام وما صاحبها من مشاعر ألم وغضب وصدمة.

A A
كنت أثناء غزو العراق للكويت طالباً في الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة، ولا أعتقد أن بمقدوري نسيان تلك الأيام وما صاحبها من مشاعر ألم وغضب وصدمة. كانت الجامعة تضم أعداداً كبيرة من الطلاب من مختلف أرجاء الوطن العربي.. أذكرهم جيداً، وأذكر عبارات الشماتة التي كنا - كخليجيين- نسمعها من بعضهم، ووعيدهم بأن المملكة ستكون التالية على قائمة صدام. أذكر جيداً كيف انقلب علينا كتّاب وصحفيون كنا نراهم أصدقاء حتى تكشَّفت لنا حقيقة نواياهم السيئة الدفينة تجاهنا.
انتهت الحرب وتم تحرير الكويت بنصر كاسح لدول التحالف وفي مقدمتها السعودية. مكاسب هذا الانتصار لم تكن عسكرية وسياسية فحسب، فقد كان هناك مكسب هام آخر لكنه لم يحظَ بما ينبغي من اهتمام وتوثيق. ففي الوقت الذي تم فيه تحديد من وقف معنا سياسياً وعسكرياً ومن وقف ضدنا، فقد تم منح قليل من الاهتمام لتحديد من وقف معنا ومن وقف ضدنا إعلامياً. فمعرفة أولئك الإعلاميين الذين انقلبوا علينا وانكشافهم كان في رأيي أحد المكاسب الهامة التي ينطبق عليها قول الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير..
وان جرعتني غصصاً بريقي
وما مدحي لها حباً ولكن..
عرفت بها عدوي من صديقي
أنا لا أتحدث هنا عن الإعلام المعادي الذي يعلن عداءه للمملكة، فوجود مثل ذلك الإعلام أمر طبيعي في ظل مكانة المملكة ودورها وتمسكها بثوابتها بحزم وقوة. ما أتحدث عنه في الواقع هو أولئك الإعلاميون الذين لا تعرف لهم لوناً ورائحة سوى لون ورائحة المصالح والولاءات الشخصية المتقلبة التي لا ضير لديهم بتغليبها حتى على مصالح دولهم التي ينتمون إليها. هذه النوعية من الإعلاميين شاهدناها تطفو على السطح أثناء حرب الخليج ثم عادت لجحورها بعد التحرير، وها نحن اليوم نراها تطل برؤوسها مجدداً مع انطلاق عاصفة الحزم بقيادة المملكة دفاعاً عن شعب عربي شقيق، بل دفاعاً عن العرب جميعهم ضد محاولات الهيمنة الإيرانية وما تنشره من دمار وفرقة طائفية في المنطقة.
ومع كل الثقة بأن ضربات ونتائج عاصفة الحزم ستعيد أولئك الإعلاميين كالعادة الى جحورهم، وأن كل محاولاتهم للإساءة للمملكة والإضرار بعلاقاتها مع دولهم الشقيقة وتحديداً مصر ولبنان ستبوء بالفشل. مع كل ذلك يظل هناك دور متوقع ومطلوب من تلك الدول للقيام بإجراءات تحمي بها نفسها من ذلك الإعلام المنتمي لها والذي لا يتوانى عن الإضرار بمصالحها في سبيل مصالح شخصية أو حزبية أو طائفية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store