قرر الشيخ عبدالرحمن فقيه، أن يكتب سيرته بنفسه، لا أن يكتبها عنه أحد، فأودعها في كتاب صدر حديثًا بعنوان: «لمحات من حياتي» لم يقتصر على سيرته الشخصية، لكنه يصور حياة مجتمع مكة الذي نشأ وتربى فيه وعاصر تطوره إلى أن بلغ المستوى الذي نعيشه.. كيف كنا وكيف أصبحنا.. ينقل صورة الماضي ببساطته بأحواله ورجاله وأفكاره وآماله. والحاضر بعنفوانه وتطلعاته.
* لم تتح للوجيه، فرص الدراسات الأكاديمية، لقد تركها مجبورًا لمساعدة والده في تجارته، كما كان عليه، معظم أبناء جيله، رغم اهتمام الأب بتعليم أبنائه، الذين أخذوا من العلم النصيب الأوفى ومن المواقع الرسمية أرفعها. ولكن الشاب الذي ترك تعليمه، لم ينقطع عن الثقافة والبحث، وكان منذ بدايته شغفًا بالعلوم التطبيقية والطبيعية. وقد دفعته ظروف الحرب الثانية وصعوبة الاستيراد إلى خوض مجالات عديدة، في محاولة لتصنيع سلع استهلاكية يحتاج إليها سوق بلاده وقتذاك، فشل في بعضها وحقق نجاحات في أكثرها.. تقرأ عن محاولاته، فتلمس نبوغًا مبكرًا ووعيًا، ثم ينتقل بك لمحطات أخرى، ساعدته مرحلة التكوين الصعبة إلى التفوق، إن في عالم التجارة أو في صناعة الدواجن التي بدأت كهواية. وفي مجال البناء والتعمير والمشروعات السياحية والتعليمية. ولا أذيع سرًا، لقد آثر الوجيه بإصرار عدم ذكر أعمال خيرية كبرى فعلها.. دوره في تشجير عرفات واستخدام الرشاشات للتخفيف من حرارة الجو، قيامه بتوفير مياه الشرب الباردة للمشاة من الحجاج على طول الطريق بين عرفة ومزدلفة. لقد تجاوز ما أنفقه على هذا المشروع المليار ريال. آثر الوجيه أن لا يذكر مشروع الطعام اليومي الذي أقامه للمحتاجين إليه من الأهالي وضيوف البلد الحرام. آثر أن يتجاهل ذكر شيء عن وقفه لأعمال الخير لمعظم ما يملكه في الشركات العقارية وعائدات المشروعات السياحية. لقد أغفل الوجيه بإصرار ذكر شيء عن دارته المفتوحة والتي كانت بمثابة نادٍ يأوى إليه رجالات مجتمعه والقادمون من الخارج من العلماء والمفكرين. آثر أن لا يتحدث عن مواقف مقدرة له في وقت الشدة مع نادي الوحدة وجريدة الندوة.. أعمال ومواقف ما كانت لتغفل طالما الهدف من كتب السير تدوين حياة البشر، وفي الإشارة إليها، دعوة، وتحريض للآخرين للقيام بأعمال الخير. وهو يبرر هذا الإغفال لأنه يريد أن يكون عمله، خالصًا لله.. بينه وبين ربه. وذكرها فيه نوع من الرياء والسمعة.. ويؤكد الوجيه.. أن للمال وظيفة اجتماعية وعلى القادرين أن يكون لهم مع الحكومة دور في بناء مجتمعهم. وبقت إشارة وهي خارج نطاق الكتاب، فعندما رفع السوق سعر طبق البيض إلى «17 ريالاً» قال صاحب أكبر مزارع للدواجن في الشرق الأوسط. سوف لا نجاري السوق، سنبقي سعر طبق البيض على حاله «12 ريالاً» لا نريد استغلال حاجة المواطن لمزيد من الربح. ما دمنا نحقق أرباحًا كبيرة والحمد لله.
* للشباب اقرأوا تجربة هذا الرجل بإمعان، حاولوا استيعابها؛ لتصنعوا لأنفسكم ولبلادكم حياة كريمة ومستقبلًا.
حديث الاربعاء
تاريخ النشر: 15 أبريل 2015 01:53 KSA
قرر الشيخ عبدالرحمن فقيه، أن يكتب سيرته بنفسه، لا أن يكتبها عنه أحد، فأودعها في كتاب صدر حديثًا بعنوان: «لمحات من حياتي» لم يقتصر على سيرته الشخصية، لكنه يصور حياة مجتمع مكة الذي نشأ وتربى فيه وعاص
A A