Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من أجل الوحدة الوطنية وقت الأزمات

في العديد من البلدان، وفي منطقة الخليج كذلك، تتكاثر سحب الأسئلة حول الطوائف أحياناً وتنقشع أحياناً أخرى.

A A
في العديد من البلدان، وفي منطقة الخليج كذلك، تتكاثر سحب الأسئلة حول الطوائف أحياناً وتنقشع أحياناً أخرى. في هذه الحقبة من التاريخ عادت بعض تلك الأسئلة إلى السطح والتي تتطلب نقاشاً معمقاً بعيداً عن السطحية والاختزال، بعيداً عن الأحكام المسبقة الجاهزة، وبعيداً عن مظاهر التشنج والخوف. كما تتطلب نقاشاً مرتكزاً بقوة إلى أسس الوحدة الوطنية، ومنطلقاً منها.
السؤال الذي يتحتم علينا الإجابة عليه هو: لماذا نرى مظاهر تشنج بين الشيعة والسنة من خلال التعليقات على المواقع الإلكترونية؟ إذ إننا نُصدم كثيراً بما تعجُّ به بعض مواقع الإنترنت من تأليب وقدح وتهجُّم فج على المختلف مذهبياً، ومن عزف شاذ على وتر الاختلافات المذهبية التاريخية. فلماذا هذا التأجيج والتصعيد من قبل الجماعات الدينية المتشددة، والذي يظهر في الكثير من القنوات الفضائية ومواقع الشبكة العنكبوتية المختلفة ذات المنحى الديني المتطرف؟ ولماذا يستمر الاحتقان والتوتر والتشنيع الطائفي منغرساً في وجدان ومواقف بعض الأفراد من السنة والشيعة؟
هناك عوامل عميقة يتعين علينا الوقوف عندها ومعالجتها كيما نحفظ وحدة المجتمع وتلاحمه، وأمنه واستقراره، ورخاءه وتقدمه.
أول هذه العوامل هو الخلط الخاطئ بين مفاهيم المعتقد ومفاهيم السياسي، وتداخل الواحد منها مع الآخر. وثاني هذه العوامل هو الفهم السائد للتاريخ ودلالاته في الحاضر. وثالث هذه العوامل هو نمط العلاقة بين المركز والأطراف. ولن أتعرض لهذه العوامل بالتفصيل هنا، إلا أنه من المؤكد أن هناك واجباً على النخب السياسية والمثقفين والكتّاب والفعاليات الوطنية عموماً القيام به إزاء مختلف مظاهر التمييز والتأليب، المذهبي منها والعرقي، للتغلب على مشكلة الطائفية والحد من آثارها، ولتعديل كفة التعامل بين المركز والأطراف على صعيد الممارسة الحياتية لكي تنسجم بأكبر قدر مع المواقف الرسمية.
ورغم أن التحولات الاجتماعية غالباً ما تكون بطيئة ومعقدة، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي تجعل من عملية التحول هذه أكثر يسراً. من هذه الإجراءات الملاحقة القانونية لكل الممارسات التي يمكن أن تفرز المشكل الطائفي، ومن بينها التكفير والتخوين، والإقصاء والتهميش، ومنها أيضاً تجريم استخدام الألفاظ النابية والقدح، بغض النظر عن الفئة أو الطائفة أو المذهب الذي ينتمي إليه مرتكب هذا السلوك. فمن المهم إقفال الباب على المتشددين والجهلة من كل المذاهب حتى لا نترك ثغرة في المجتمع يطمع الأعداء للانقضاض من خلالها. وفي كل هذه التحولات يظل العدل والمساواة أساس الوحدة الوطنية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store