Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إعلامنا والطموح للأفضل

مع انطلاق عملية عاصفة الحزم، وجه كثير من الكتَّاب والمغردين سيلاً من الانتقادات لمستوى بعض الأسئلة التي يطرحها بعض الإعلاميين على المتحدث الرسمي لعاصفة الحزم، ثم امتدت تلك الانتقادات لتشمل جوانب أخرى

A A
مع انطلاق عملية عاصفة الحزم، وجه كثير من الكتَّاب والمغردين سيلاً من الانتقادات لمستوى بعض الأسئلة التي يطرحها بعض الإعلاميين على المتحدث الرسمي لعاصفة الحزم، ثم امتدت تلك الانتقادات لتشمل جوانب أخرى بدءًا من المفردات المستخدمة مثل «قتيل» أو «شهيد»، إلى التساؤل حول كفاءة مؤسساتنا الإعلامية ومدى وجود استراتيجيات واضحة لديها للتعامل مع الأزمات.
هذه النقاشات والانتقادات هي في الواقع أمر صحي وإيجابي ولم أتوانَ كإعلامي عن المشاركة في كثير منها عبر مقالاتي وتغريداتي على شبكات التواصل. الأمر غير الإيجابي هو ما تضمنته بعض تلك الانتقادات من مبالغة وصلت حد الانتقاص من صحفيينا ومؤسساتنا الإعلامية، وتصويرنا على أننا نقبع في آخر الركب الإعلامي، وهذا في رأيي غير صحيح. فإعلامنا وإن كان ليس خالياً من القصور والأخطاء -كما أنه بالتأكيد لا يرضي كل الأذواق والتوجهات- إلا أنه هو الأفضل عربياً والأوسع انتشاراً وتأثيراً، وهذا يشمل أيضاً التأثير خلال عاصفة الحزم.. إلا اذا كان معيار التفوق بالقدرة على «الردح» والإسفاف كذلك الذي يمارسه بعض الإعلاميين العرب ووسائل الإعلام التابعين لها، فهذا طبعا أمر مختلف.
لقد اعتدنا طويلاً على جلد ذاتنا بكل قسوة وفي كل شأن، واستمرأنا التنقيب عن أسوأ ما لدينا واعتباره كل ما لدينا.. نعم هناك من الأخطاء ما يستوجب الكشف والنقد وحتى الجَلد أحياناً، لكن دون أن يكون ذلك همَّنا الأوحد الذي يحجب عنا روعة إنجازاتنا التي تستحق الفخر والتباهي.
لننظر مثلاً الى أقرب تلك الإنجازات وهي «عاصفة الحزم» وكيف أذهلت العالم بتفوق المملكة وقوتها ليس فقط العسكرية والدبلوماسية، ولكن العلمية والإعلامية أيضاً. فلولا قوتها العلمية لما بزغ نجم طيارينا في الأجواء وجنودنا البواسل في الميدان. ولولا تلك القوة العلمية والإعلامية لما سطع مثلاً نجم السفير المعلمي والعميد عسيري بمهاراتهما التي لفتت أنظار وسائل الإعلام العالمية. ذلك التفوق وتلك المهارة لم تهبط على كل هؤلاء من السماء ولكنها نتاج التخطيط والاستثمار السخي في الانسان السعودي الذي فاجأ العالم بقدراته في ميادين المعركة وأروقة المنظمات الدولية ومنابرالإعلام.. تلك المنابر التي برعت في إظهار الحقائق ومواجهة الأكاذيب حداً جعل إعلام الملالي يصرخ ألماً دون وعي بما يقول.
ختاماً، أن يكون إعلامنا هو الأفضل عربياً ليس أقصى طموحنا، فهناك فعلاً مجالات واسعة للتطوير، وهناك إمكانات كامنة هائلة لديه ينبغي استغلالها بحيث يصبح ذلك الاعلام حصناً منيعاً وقوة ضاربة يحسب لها ألف حساب في كل مكان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store