Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«هو وهي».. و«أحَد وإحدى» .. و«س.خ.ف»

وإذا كان اسم «هو وهي» قد مرّ على أسماع متابعي التلفزيون، ومع أنها ضمائر للغائب، إلاَّ أنها حاضرة في الأذهان، مرسِّخة أسماء متعاقبين على هذه البرامج أمثال طارق العلي، وهيا الشعيبي، وأسيل عمران، والشاعر

A A
وإذا كان اسم «هو وهي» قد مرّ على أسماع متابعي التلفزيون، ومع أنها ضمائر للغائب، إلاَّ أنها حاضرة في الأذهان، مرسِّخة أسماء متعاقبين على هذه البرامج أمثال طارق العلي، وهيا الشعيبي، وأسيل عمران، والشاعر.. فماذا عن «أحَد، وإحدى» وأخواتها؟!
نأخذكم من جوّ الفن قليلاً إلى الجدّ.
دأب كثير من ممتهني الصحافة (محررين، أو كتّاب زوايا وأعمدة) على استخدام مفردتي «أحَد» و»إحْدى» في التعريض بذكر إدارة سيئة، أو شخص متّهم، دون التعرّض لذكر اسم المعني.
وكعادتنا في «القولبة» واستنساخ المفردات: ما لها وما عليها، الواقع والمأمول، التحديات والتطلعات، صار حضور اللازمتين «أحد» و»إحدى»، بشكل لافت في الوسائل الرسمية وغير الرسمية -بسبب تأثر المجتمع بالطابع الرسمي-، بمظهر يستعصي على الفهم.. إذ من المفترض أن يكون معدومًا في زمن الكشف والإخبار بالكاميرا، دون أن تظهر على الشاشة عبارة عريضة تغطي المراد بكلمة «إحدى»!
ومع هذا فمن الطريف -الذي لا نستغني عنه- أن يصوّر واحد من عامة الناس مشهدًا موثقًا، يكشف عورة جهةٍ ما، ويُبرِز شعارها الرسمي في الصورة، أو الفيديو، ويعلقّ عليها بـ:(صورة «لإحدى» الجهات..) وهو قد أظهرها، فكيف يستقيم المعنى؟!
قد يرجع السبب في هذه المسألة إلى علاقتها بقوانين التشهير، وخوف المقاضاة من قِبل الأطراف المتضررة، وأجزم أن كثيرًا من مزاولي الأعمال الرسمية والإعلاميين -وأنا منهم- ثقافتهم متواضعة في مسائل القانون، لذا يتحسبون من المسارعة في نشر الاسم، لكن أن يُثار موضوع، وتباشره جهة رسمية بكافة تفاصيله، ومن ثم ينشط الكاتب أو الصحفي بعد مُدّة إلى معالجته بـ»إحدى» أو «أحَد» المُبْهمة، والمتلقي قد عرف كلّ التفاصيل من قبل.. فهذا هو محل الاستغراب والتذاكي!
وأعرف أكاديميًّا شهيرًا ومرموقًا علّق على محفل تكريمٍ له بالتعليق الآتي (بتصرّف): «هذه الصورة أثناء تكريمي من «إحدى» الجهات»! وكأنّ الجهة مشبوهة، وفي التكريم عدّة شبهات!!
هذا أبسط نتاج لثقافة «إحدى» و»ما لها وما عليها»، و»عَلَيْنا» و»وهُم الذين» و»نحن والآخر» و»سلامتك.. سلامتك.. نودّ لك سلامتك».
قد يكون من باب الاختصار.. لكنه اختصار غير مقبول، كان بالإمكان الاستعاضة عنه بالقول: هذه صورة من تكريم سابق، أمّا «إحدى» المورّدة للفضول والاستغراب، فليس هذا مكانها.
أمّا السؤال الأهم: لماذا يورد اسم المتّهم في الصحف: ع.ق.ا.ب، أو ذ.ن .ب؟ وكأنها لعبة لكشف الغموض؟ أما كان من الأولى تجنّب ذكره أو ذكر رموزه.. إلاّ أن تكون واجبة، ومن باب أنّها ر.ح.م.ة!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store