Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«أبو هلال» يتُوب.. و«أبو سراج» يحتفل! (1-3 )

والتقت عيني بعينه ... صدفة شفته في الزحام
شفت دمعة من عيونه ... تغني عن كل الكلام

A A
والتقت عيني بعينه ... صدفة شفته في الزحام
شفت دمعة من عيونه ... تغني عن كل الكلام
هذه الكلمات من ألبوم «رحّال» وكانت تُعرض في التلفزيون السعودي «قديمًا» وصاحبها -أبو سراج- الفنان المعروف بعد لم يتُب بل وما زال يحتفل؟!!
من جانب آخر، أحرق الفنان الشعبي «أبو هلال» - بحسب صحيفة أنحاء الإلكترونية - في مشهد (ملوّث) استريو يحوي أغانيه وألبوماته، وكعادة الناس فقد اختلفوا ما بين مؤيّد للفعل وناكرٍ، منطلقين من ثقافتهم الدينية، ومَن خانَتْه الثقافة وعجز عن الاستناد لرأيٍ مقنع اعتمد على فطرته سواء في الإباحة أو التحريم، وشتان ما بين الفطرة والهوى!
ومن غير العادة أن أكتُب عن موضوع جديد ومثار في الوقت نفسه لأن الجميع كتبوا ويكتبون فيه، ولغنى المادة والأفكار المختلفة والبعيدة عن سير الشارع، ولأن لكل كاتب مدرسته ولكل قارئ ما يهوى، فشريحة لا يُستهان بها من القراء تتحاشى الموضوعات المكررة وتستهوي الجديد المختلف.
المحرّك في موضوع اليوم، أن أغنيات «أبو هلال» و»أبو سراج» لا تحتاج إلى استبانات علمية لقياس مدى تأثيرها في الجيل الحالي، ولا قياس سماعها وحفظ كلماتها، فلذا برز موضوع حرق الأغاني كموضوع غير عقلاني، لأنك لا تستطيع حرق ذاكرة جيل بأكمله، وإن صادقت على أن الجيل لم يتأثّر كلّية فلا خوف إذن من تأثير شيء غير مؤثّر أساسًا ولا سمع به أحد.
المسألة ليست مسألة «كاسيت» وانتهى، فالأغاني منتشرة وبكافة الوسائط، وعلى كلّ المشغلات والأجهزة، وإن كان الفعل بدافع تطهيرٍ للنفس من الأدران، فأخشى أن يتطور الأمر إلى محاولة تطهير اليوتيوب، وهذه مسألة مستحيلة، ولها تبعاتها المجنونة.
سأتناول الموضوع وأبعاده النفسية والأخلاقية والاجتماعية على حلقات، وقبل أن يهاجم قارئ، ويستنكر على (خريج مدرسة تحفيظ القرآن) مناقشة موضوع أغانٍ شعبية، فللتذكير لستُ بصدد بيان الحكم وتحليله وتحريمه، وإنما هي محاولة لكشف التناقض الذي نعيشه وسنعيشه حيال (المسموعات) وضع خطّها ((تحتين)) قبل أن تنطق بكلمة (الأغاني) وردة الفعل المتفجرة حيال اعتزال فنان، وفي المقابل برودتها تجاه نموّه !
وبعيدًا عن المتطرفين في الإباحة الذين رأوا في مسألة الحرق عطرًا يفوح من دخان النار، وربما قالوا: إنما أراد إحراق علبة زيت ليصنع منها «سمسمية» ومقابليهم في التحريم الذين قالوا إن من استنكر الإحراق، إنما هو يحترق من الداخل لتوبةِ عبد «صالح» ففي رأيي المتواضع أن بقاء الكاسيت في الرّف، وبعض المقاطع في اليوتيوب، سمعها من سمعها، وتركها من تركها خيرٌ من السباب والشتام والاحتقان الذي أودى بالمختلفين (المسلمين) حول هذا المشهد المهالك.
وتعالوا لنتق من غير تطرّف.. أنّ في المشهد (تلوث) من غير توهّم بطبيعة نتائج الاحتراق!
وفي المقال القادم.... نستكمل الأبعاد، لنعرف أسباب احتفال أبو سراج كل «شوية»، وأسباب اعتزال «أبو هلال» المفاجئ .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store