Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عاصفة التطوير الإعلامية

تحدثت في مقال سابق عن الانتقادات التي وجهها كثير من الكتاب لمستوى وأسلوب طرح بعض أسئلة الصحفيين للمتحدث الرسمي لعاصفة الحزم، آملاً ألا يكون الانتقاد هو كل ما نخرج به من هذه التجربة الثرية، والتي أخشى

A A
تحدثت في مقال سابق عن الانتقادات التي وجهها كثير من الكتاب لمستوى وأسلوب طرح بعض أسئلة الصحفيين للمتحدث الرسمي لعاصفة الحزم، آملاً ألا يكون الانتقاد هو كل ما نخرج به من هذه التجربة الثرية، والتي أخشى أنها ستمر مرور الكرام دون أن تنتج عنها عاصفة تطوير إعلامية تقوم بها جميع الجهات المعنية من كليات إعلام ومؤسسات إعلامية وحتى منظمات حكومية وخاصة.
دعوني في البداية أتحدث عن تجربتي ذات العلاقة كأستاذ اعلام جامعي، فبالرغم من أن المادة التي أقوم بتدريسها هي «تكنلوجيا الإعلام الرقمي»، إلا أني حرصت من سنوات عديدة على أن أفرض على كل طالب من طلابي الوقوف أمام زملائه لأربع مرات على الأقل يتحدث فيها إليهم ويناقشهم ويجيب على أسئلتهم، والهدف من ذلك هو تنمية قدراتهم على المواجهة والحديث وطرح وتلقي الأسئلة. ورغم أن هناك دوماً طلاباً مقتدرين، الا أن الحقيقة المؤلمة هي أن أداء غالبية الطلاب يكون دون المقبول بكثير، والسبب -بحسب قولهم- هو عدم اعتيادهم على ذلك، بل أن بعضهم يفضل خسارة كامل الدرجات على الوقوف والمواجهة. كليات الإعلام تقع على عاتقها مسؤولية علاج هذه المشكلة والارتقاء بمستوى صحفيي المستقبل في الإلقاء وفي مهارات الحوار واعداد الأسئلة وإجراء المقابلات الصحفية. هذه الكليات عليها أيضاً التعاون مع كليات الاقتصاد والإدارة والعلوم، بالإضافة للكليات العسكرية وذلك لتطوير الإعلام المتخصص في الطاقة والاقتصاد والرياضة والحروب وغيرها.
من ناحية أخرى، فقد لمت في مقالي السابق مؤسساتنا الإعلامية على تقصيرها في تطوير مهارات صحفييها عبر ابتعاثهم وتدريبهم وتمكينهم من حضور المؤتمرات الإعلامية المرموقة.
ان من غير العدل والإنصاف أن نلوم الصحفي على افتقاره لبعض المهارات الأساسية، وننسى أو نتناسى حقيقة أنه لم يتلقَّ تلك المهارات كما ينبغي في المدرسة أو الجامعة، أو أن مؤسسته لم تقم يوماً بإرساله لأي دورات تدريبية أو مؤتمرات متخصصة.
أخيراً، فإن تجربة عاصفة الحزم رسخت حقيقة مفادها أن الإعلامي اليوم لم يعد بالضرورة خريج كلية إعلام ومنتمياً لمؤسسة صحفية، حيث رأينا جميعاً كيف كان العميد عسيري إعلامياً بارعاً مارس من على منبره دوراً أساسياً في المعركة لا يقل أهمية عن دور جنودنا البواسل في الميدان. وكما أن الإعلام هو سلاح في المعارك فإنه أيضا أداة من أدوات السياسة والاقتصاد والصحة والأمن والتعليم، بشكل يستلزم أن يكون لدينا بالضرورة «أحمد عسيري» كمتحدث إعلامي في كل قطاع من هذه القطاعات.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store