Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عمار يا مصر

وصلت القاهرة المدينة التي لا تنام والتي مهما طال غيابك عنها فإنها تعيش في داخلنا وباللهجة المصرية المحببة يستقبلك الشعب المصري بالترحيب «كل سنة وأنت طيب».

A A
وصلت القاهرة المدينة التي لا تنام والتي مهما طال غيابك عنها فإنها تعيش في داخلنا وباللهجة المصرية المحببة يستقبلك الشعب المصري بالترحيب «كل سنة وأنت طيب». لكل مدينة رائحة ترتبط بالذاكرة، نعم تتغير أشياء كثيرة في القاهرة لكن رائحة الفول المدمس والجبنة الرومي وعصير المنجا، يتذكر المسجل الأسطى «عمرو» ليصدح صوت أم كلثوم من الكاسيت «وان غبت يوم عني أفضل أنا وظني يقربك مني ويبعدك عني» يوقف آلة التسجيل الأسطى «عمرو» كأنه كان يبحث عن عودة الأمن والأمان لعودة السائح إلى أم الدنيا بعد البعد والهجر لسنوات الخريف العربي، بعض من سكان القاهرة في الناحية الأخرى يصعدون المترو لا يتعارفون والبعض يهبطون منه لا يتوادعون!
الفجر في القاهرة لا يعادله صباح، الشمس تتسلل بين الشقوق والضوء يتكسر على مياه نيلها.
السير الفردي في شوارع القاهرة إحساس لا يعادله إحساس، أمرُّ بالأسوار أتأمل البنايات القديمة التي تصطف في شرفتها بعض أصص النباتات. وأنظر إلى السفن الشراعية تتسارع أراقب التماع الشمس على النيل الداكن الساكن. يختلط كل ذلك مع حلاوة النكهات الضبابية من أدخنة النرجيلة والروح المرحة من قبل إخواننا المصريين تردد بفخر « مصر أم الدنيا “. يراودني إحساس جامح للذهاب إلى «فندق شبرد» حيث الماضي الجميل مع أمي رحمها الله فقد كان فندقها المفضل، أستنشق رائحتها رحمها الله أتذكر أماكنها التي تحبها ،المطاعم التي تطل على النيل أقتنص ما بعثره الزمان علناً بعد رحيلها. ما زالت الأشجار القديمة هناك لم تنلها خناجر التغيير قرب فندق شبرد عبق التاريخ والمكان.
مساء القاهرة يصب برونق على جذوع الشجر المتجذر الذي رضع من مياه النيل بحنان، أغادر القاهرة بعد حضور مناقشة الدكتوراه لابنة أختي هوازن بعد أن آوى المصريون الطيبون إلى بيوتهم يخزنون فتات المرح في مساكنهم الضيقة ويرد أخونا المصري «عمار يا مصر»، وزائر مصر يردد معكم عمار يا مصر الحبيبة وكل سنة وأنت طيبة يا مصر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store