Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اليمن ولبنان ونموذج البناء والبلاء!

لا أعرف ماذا يمكن أن يتبادر الى الأذهان عند استعراض أوجه الشبه والاختلاف بين دولتين شقيقتين مثل اليمن ولبنان.

A A
لا أعرف ماذا يمكن أن يتبادر الى الأذهان عند استعراض أوجه الشبه والاختلاف بين دولتين شقيقتين مثل اليمن ولبنان. فبالرغم من الاختلافات الكبيرة بين طبيعة البلدين وثقافتهما، الا أن الأوضاع الحالية التي تمر بها المنطقة كشفت عن تشابه ملفت بينهما يتمثل في حجم الضرر والدمار الذي سببته إيران لكل منهما عبر استخدامها للبعد الطائفي بهدف تحقيق طموحاتها السياسية والتوسعية. معول الهدم الذي تستخدمه ايران في كلا البلدين متشابه حد التطابق وهو حزب الله هنا وحزب أنصار الله هناك، واللذان لا تقتصر التوأمة بينهما على ترديدهما ذات الشعارات الجوفاء بصورة كربونية، بل أنهما يتطابقان في حقيقة استعداد كل منهما لتدمير بلده خدمة لأهداف نظام سادته في طهران. ذلك النظام الذي لم يُعرف عنه يوماً بناؤه في اليمن أو لبنان لمدرسة أو مستشفى أو مشروع إنساني أو اقتصادي.. نظام ليس له أي إسهام يذكر في مليارات الدولارات التي يحولها المغتربون والتي تمثل أهم روافد الاقتصاد للبلدين، لدرجة وصفها رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة اللبناني بأنها «تمثل قوت اللبنانيين القادم من الخارج وسبب صمودهم في الداخل».. نظام لم ينل لبنان واليمن منه سوى شحنات القنابل وأسلحة الدمار المخصصة لحزبين متمردين على شرعية حكومة بلديهما، وتسبب كل منهما بجر بلده إلى حروب وصراعات حارقة متتالية، كان آخرها ولا يزال تدخل حزب الله في الصراع السوري، وانقلاب حزب أنصار الله على الشرعية في اليمن.
ايران دولة ثرية تمتلك رابع أكبر احتياطي نفط في العالم، يواجه اقتصادها الانهيار ويعاني شعبها الفقر والبطالة نتيجة توجيه مواردها الضخمة خارج حدودها، ليس للبناء والعطاء ولكن للهدم وإشعال نيران الفتنة كما فعلت في العراق وسوريا ولبنان واليمن وسواهم.
في المقابل دأبت المملكة على مدى عقود بدعم أشقائها العرب وغيرهم بمليارات الدولارات الموجهة للاقتصاد والتنمية والإغاثة، دعماً كان لليمن ولبنان نصيب الأسد منه ويتطلب سرده لمقالات عديدة. يكفي القول أن الجالية اليمنية في المملكة -يزيد تعدادها على 700 ألف مقيم نظامي- حولت لليمن خلال العشر سنوات الماضية قرابة 77 مليار دولار.
الوضع لا يختلف بالنسبة للبنان الشقيق والذي تمثل تحويلات مغتربيه 20% من ناتجه المحلي، يأتي 50% منها من السعودية التي تعتبر المستثمر الأكبر فيه، هذا خلافاً للدعم السعودي الضخم لقطاعات لبنان المصرفية والتعليمية والصحية والسياحية والعسكرية.
خلاصة القول، شتان بين دولة أينما حلَّت يحل الخير والنماء والعطاء، ودولة لا تطأ أرضاً إلا أحرقتها وعمَّ بها الشر والبلاء.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store