Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أزمة القبول

* انتهت حمّى الامتحانات وهواجسها ومخاوفها، وعادت الأسر إلى طبيعتها الحياتية كبرنامج يومي، ولكن تحل كل عام ومع هكذا أيام أزمة أشد وأكثر خوفاً وترقباً من قِبل الأهالي وهي أزمة قبول الأبناء والبنات في الجامعات والمعاهد والأكاديميات العليا والكليات العسكرية والمهنية.

A A
* انتهت حمّى الامتحانات وهواجسها ومخاوفها، وعادت الأسر إلى طبيعتها الحياتية كبرنامج يومي، ولكن تحل كل عام ومع هكذا أيام أزمة أشد وأكثر خوفاً وترقباً من قِبل الأهالي وهي أزمة قبول الأبناء والبنات في الجامعات والمعاهد والأكاديميات العليا والكليات العسكرية والمهنية.* منذ بداية التسعينيات الميلادية وأعداد كبيرة من خريجي وخريجات المرحلة الثانوية يعانون الأمرّين من عدم قبولهم في التعليم الجامعي، ومع السنين والأيام ازدادت الأعداد وتراكمت حتى أصبحت تشكل هاجساً مجتمعياً مخيفاً قد يؤدي إلى نتائج غير محمودة على الإطلاق. هذا في الوقت الذي لم يبخل فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لا بالمال ولا بالموافقة على افتتاح جامعات ومعاهد عليا جديدة، وبرنامج ابتعاث ضخم بكل المعايير. فالجامعات السعودية الحكومية قاربت العشرين، والكليات والمعاهد العليا الخاصة انتشرت في كل مكان، والكليات الفنية والعسكرية متعددة، والاحتياج المجتمعي لكل التخصصات قائم ومطلوب. فالمجتمع السعودي مجتمع ينمو بشكل يومي، ويزداد في عدد سكانه وبالتالي متطلباته.* السؤال الملياري، نسبة إلى المليار، اتساقاً مع ما نسمع من أرقام خرافية، إذا كانت هذه حالنا وواقعنا فأين المشكلة؟ خاصة وأن أعداد خريجي وخريجات المرحلة الثانوية لا يزيدون سنوياً عن 250 ألف طالب وطالبة، وهل هذه الأعداد لا تستطيع كل المعاهد العليا والجامعات استيعابها، بينما دول مجاورة أكبر عدداً وأقل جامعات تستوعب كل خريجي الثانوية إلاَّ من يرفض لعدم قناعته بالتخصص الجامعي الموجه إليه من قبل مكتب التنسيق؟!* أقول وأجري على الله إن قدرة الجامعات السعودية وأنا أستاذ جامعي، ومعها الكليات الحكومية الأخرى عسكرية وفنية لوحدها قادرة على استيعاب ليس فقط الأعداد التي تتخرج سنوياً في حدود المئتي ألف، بل أكثر من ذلك بكثير. فهناك كليات عديدة لا يوجد بها طلاب أو طالبات، بل إن أعداد أعضاء هيئة التدريس أكثر من أعداد الطلاب، وهذه كما لا يخفى على أحد خسارة كبيرة على الدولة سواء في العبء بما يقدم للأستاذ الجامعي، أو في قلة أعداد الطلاب والطالبات، لأن كلفة استمرارية هكذا وضع عالية جداً على ميزانية الدولة.* مواجهة المشكلة ليست في التبرير والأعذار التي لها أول وليس لها آخر، بل في النيات المخلصة والعمل الجاد والصادق، وهو ما يتطلب من كل مسؤولي الجامعات ووزارة التعليم العالي مناقشة هكذا إشكالية بكل وضوح وصراحة، فنحن وبحمد الله اصبح لدينا جامعات في كل مناطق المملكة، ولم يعد الحال كما كان عليه قبل سنوات عندما تركزت الجامعات في المدن الكبرى. هذا الوضع يتيح لكل أبناء المناطق في كافة أنحاء الوطن الانضمام للجامعات القريبة من مساكنهم، خاصة وأن كل الجامعات بها كل التخصصات التي يحتاجها المجتمع، وبهذا نمنع انسياح أعداد الطلاب والطالبات إلى المدن الكبرى، أو تراكم أعدادهم في جامعات محددة، وجميعنا يعلم أن الطالب والطالبة ومعهم الأهل يفضلون البقاء في مناطقهم عن التغرب ومعاناة التنقل وعدم الاستقرار وما يتبعه من تباعد أسري ومجتمعي ليس في صالح أحد.* أما التستر بما يحتاجه المجتمع من تخصصات، وقصرها على التطبيقية، أو التبرير بعدم وجود أماكن وعدم قدرة هذه الجامعة أو تلك فهذه بكل أسف لا منطق لها ولا عقل وغير وطنية إطلاقاً، نحن يا سادة خير لنا بلايين المرات أن (نلم) أبناءنا وبناتنا من البطالة والفراغ والتسكع بعد مرحلة الثانوية مباشرة عن أي نتحجج بحجج وأعذار تراكم المشكلة ونخلق أزمات مستقبلية لا يعلم انعكاساتها سوى المولى جلت قدرته.فاكس: 6718388 – جدةaalorabi@hotmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store