Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هشتاق

نختلف في الآراء حول بعض المسؤولين وإنجازاتهم بعد رحيلهم، وهذا الأمر صحي.

A A
نختلف في الآراء حول بعض المسؤولين وإنجازاتهم بعد رحيلهم، وهذا الأمر صحي. نعم نختلف في نظرتنا لمَن تولّى خدمة المواطن والوطن، لكن يخلط البعض منّا في الانتقاد والتجريح للمسؤول في الحياة الشخصية والمعلومات الموثّقة التي جمعها من مصادر عديدة عنه، يفاخر بأن المسؤول مرض بدعائنا عليه، ويعتقدون أن التهام أجزاء من خصوصيته يضمن لهؤﻻء تشويه سمعتهم المهنية والشخصية!! لكن أين عظمة الإسلام في مقارنة جوهر العلاقة، فعلاقة الإنسان في الإسلام فيه حساب على ما قدمت يداه، فيحاسب البارئ المخلوق وليس الخلق!! وتظل الدنيا مهما تغيّرت واختفت فيها الألقاب زائلة، والوظيفة غير دائمة.
كل شيء متغيّر في هذه الحياة، ولكنه منصوص عليه. فكل شيء مكتوب من الله. ويظل احترام ذكر محاسن المسؤول واجبًا دينيًّا. فنحن شعب طيّب، علّمته التجارب الصعبة أن يعلو عليها بحكمة، فليس علينا حرج في انتقاد المسؤول ونصحه، والكتابة له وإليه في حياته العملية، لكن تصبح الكلمة أحيانًا عارية حافية مهرولة حين تتجاوز لتشويه السمعة.
ونعلم علم اليقين أن الانكسار من الإساءة يسري أحيانًا كوجع مؤلم في صدر المحبين، وأهل المسؤول. فحين نثقب السفينة -للأسف- يدخل إليها كل شيء. فأخطاء الإنسان ليست عورة، ولكن الحديث عنها بعد رحيل المسؤول من منصبه افتقاد حقيقي للحظة الكلية لحياة الإنسان، فبالله عليكم مَن منّا لم يتّسخ طرف عباءته يومًا ما بطين الأرض، ومَن منّا لم يغلط في الإملاء، وحديث القول، فالحياة مليئة بكل ذلك.
التنشين على سلبيات المسؤول في المواقع الاجتماعية ليس هو الوجع الذي أكتب عنه اليوم، فهذا أمر ليس بمستغرب في زمن إساءة استخدام حرية التعبير في المواقع الاجتماعية، لكن الانتقال من تلك المرحلة لمرحلة أخطر وأقسى، وهي الحكم على هذا المسؤول بنظرتنا المتعالية.. تلك «الهشتاقات» يتحدّث البعض منها بلا سياج أو سور، ثم يشتم ويغوص في الخصوصيات، ويعدّد المساوئ، يؤلمنا أن مَن «يهشتق» المسؤول هم أبناء ديرتنا الذين تجاوزوا حدود الخلق الإنساني والأخلاقي.
أمسكت بلجام كلماتي ما استطعت قبل أن أشارك بهذه الحروف، وأختم القول: المسؤول -أيُّها القارى الكريم- إنسان عاش بيننا كغيره من الخلائق، فهلاّ أعرناه ثوبًا من الصمت يليق بتعاليم الدين، وندعه ينام بسلام؟ فقد انتهى رمل الساعة، ورحل عن منصبه بعد أن اجتهد وحاول وطارت من يده المطرقة والقرار، وعلى قدر العقل يكون الهم!!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store