Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إرهابٌ حيَّر الكُتَّاب!

كنتُ في صراع ما بين إكمال فكرة المقالات الماضية عن موضوع الفن والموقف منه، وبين تأجيل الكتابة تزامنًا مع التفجير الإرهابي الذي حدث في القطيف، وضرورة تناوله بفكرة أو تحليل في مقال يناسب توقيت النشر.
A A

كنتُ في صراع ما بين إكمال فكرة المقالات الماضية عن موضوع الفن والموقف منه، وبين تأجيل الكتابة تزامنًا مع التفجير الإرهابي الذي حدث في القطيف، وضرورة تناوله بفكرة أو تحليل في مقال يناسب توقيت النشر.
كان من المفترض أن أكتب عن حادثة (القديح)، وخطورة الفكر الذي غذّى منفذيها، والداعمين، والمتعاطفين مع العمل الإجرامي، ولكن داخلي يحرضني على مواصلة الكتابة عن مشكل الفن، وحضوره وغيابه، والموقف منه، رغم الحادثة والقلق من تداعيات محاولات إشعال الفتن الطائفية، ويزيد الإصرار على الكتابة عن الحياة العادية، رغم أهمية الموضوع وعلاقته باستهداف أمن الوطن والوحدة، والأمن عمومًا لكل قاصدي السعودية، إن من أهم أسباب ما نحن فيه هو انعدام الحياة العادية، ببساطتها، وبهجتها، وفرحها، وسأوضّح الأسباب في النقاط الآتية:
- لديّ قناعة تامة بضرورة استمرار الحياة، وعدم توقفها مهما حصل من أزمات ونكبات، وأن الإنكار من جهتي تحصيل حاصل، ونعوّل على ما هو أكبر وأهم من الإنكار المؤقت بالحادثة، على القانون الذي يجرّم كلّ عمل طائفي بغيض.. ولا شيء غير القانون، لا مقالات استنكار ولا مواعظ !!
- سبب آخر لعدم الكتابة الجادّة عن الموضوع، تحريض الزميل الأستاذ حبيب محمود، وهو من أبناء الطائفة الشيعية، وزميل في صحيفة الشرق.. تحريضه المصابين على «الحياة».. لا على «العداء» !!
سأل الزميل حبيب أحد الضحايا في حوار عفويّ نشره على الفيس بوك قبل أن ينشر الجانب المأساوي منه في الصحيفة، سأل الضحية الأسئلة التالية:
متزوج؟ أجاب: لا.. خاطب؟ لا.. تحب؟! لا.. «ما أرسل لك أحد وردة على الواتس.. ابتسامة»؟! وكان المصاب ينظر إلى الزميل باستغراب.. فابتسم !
هذا الحوار، رغم اعتراض البعض على توقيته فهمت منه العكس تمامًا إذ أحيي في الأستاذ حبيب روحه المتعلّقة بالحياة الهادئة والآمنة، ورغبته في أن يعيش كل من بقيت له فرصة أن يعيش، ومحاولته إلصاق المفجوع بالحياة بعد أن حاول الانفجار إبعاده عنها ميتًا أو حيًا بأزمات نفسية!!
مشكلة كتّاب الرأي.. أنهم يُفهمون أحيانًا على حسب فهم القارئ ومزاجه، ويُتّهمون بأنهم لا يتحدثون إلاّ بمناسبة، فمثلاً: يقال إنهم وقت الإرهاب يشجبون، ويستنكرون، وبعدها يعودون.. مع أن هذه هي طبيعة الحياة، ولكل مقام مقال.
وقد لفت نظري تعليق قارئ كريم على مقال زميل يستنكر حادثة القطيف.. فاتّهم الكاتب بأنه طوال العام ساكت عن الهم الوطني، لذا سأتفهم رأي القارئ العزيز، وأوافقه وأستمر في القضايا البسيطة -حسب القارئ- تاركًا القضايا الكبرى للكبار!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store