لماذا المستثمر الأجنبي ؟

شغل دخول المستثمر الأجنبي حيزاً كبيراً من مساحة المتعاملين مع السوق السعودي للأسهم وتحرك السوق السعودي كلما تم أي اجراء بخصوصهم من طرف هيئة سوق المال السعودي وتحسن الى الأعلى. طبعا المستثمر الأجنبي الداخل هو مستثمر مؤسسي ومن الحجم الكبير وليس الصغير والمساحة المتاحة له للاستثمار محددة بغرض السيطرة على الدخول والخروج من طرف الهيئة حتى لا تؤدي الى مشاكل مستقبلية، ولن تلبث هذه القيود ان يتم إلغاؤها وتخفيفها من طرف الهيئة. لان الهدف من القيود هو الاطمئنان لعمليات الدخول والخروج والحذر عادة يكون في البدء ولن يلبث ان يصبح جزءاً من الماضي ككل الأمور عندما تتم في بداياتها. وتاريخياً سبق المستثمر الأجنبي في الدخول لسوق الاسهم السعودي كمستثمر مؤسسي الصناديق البنكية وذلك من بدايات التسعينيات الميلادية من القرن الماضي تلتها الشركات السعودية في الدخول كمستثمر مؤسسي.
ولعل ما يهمنا هو ان الهدف من دخول المستثمر الأجنبي هو التخفيف من حجم المستثمر الفردي وهو دور كان من الواجب القيام به من طرف البنوك السعودية ومن خلال صناديقها الاستثمارية والتي تجاوزت المائة والسبعين ملياراً في بعض الفترات السابقة، ولكن فشل البنوك السعودية في جذب المستثمر الفردي راجع للسياسة الاستثمارية والاداء المحقق من طرفها في وقت كانت هناك حاجة ملحة لها لان تساهم في تخفيف حجم المستثمر الفردي في ظل مقولة شهيرة بأنها توفر الادارة الاحترافية له.
والسؤال لماذا التخفيف من المستثمر الفردي،؟ والاجابة بكل بساطة هو التخفيف من التذبذب والعشوائية في التصرفات والسلوك وحرق مدخرات الأفراد بسبب سوء اتخاذ القرار واتجاه القرار وعدد كبير من المظاهر التي أثرت سلبا نتيجة لعدم توفر الرؤية والمعلومة والمتابعة والقدرة على تفسيرها.
ودخول المستثمر الأجنبي لا يعني عدم القدرة على الاستثمار من خلاله للمستثمر الفردي والاستفادة من الإمكانيات المتاحة له والتي ربما تعوض عن الدور الذي تم من خلال البنوك السعودية وشركات الوساطة ولم تحقق للفرد السعودي وجعلته يتجه للاستثمار المباشر نظرا لأن الفرق من الاستثمار المباشر وغير المباشر لم يغطِ تكلفته أو يكون جذاباً بدرجة كافية. والايام القادمة لا شك تجعلنا نترقب أداء المستثمر الأجنبي ونتائجه المحققة في سوقنا بحيث ترفع من مساحة المستثمر المؤسسي وتحقق هدف هيئة سوق المال السعودية في تطوير السوق وحماية صغار المستثمرين وحماية مدخراتهم ومكتسباتهم والحصول على سوق أكثر قوة واستقراراً.