رسالة الحاج جمعة الأربش للإنسانية

إنه جمعة طاهر الأربش والد الشهيدين محمد وعبد الجليل من شهداء الواجب الأربعة، بجانب محمد البن عيسى وهادي الهاشم، الذين عرجت أرواحهم لملكوت السموات عند رب كريم رحيم، واستحقوا رضا الرب قبل أن ينالوا نوط الشجاعة في حماية الوطن. ضرب هذا الأب الجليل أعظم تجسيد لمفهوم الإنسانية وجوهر الدين فكان مثالاً فريداً ضد كل من أراد تفريغ الدين من محتواه الإنساني.
في رسالة بعثها للعالم بعد تلقيه خبر استشهاد ابنيه في حادثة تفجير مسجد الإمام الحسين بالدمام اختصر الحاج جمعة الأربش كل دساتير التعايش بين الأديان والمذاهب وجسَّد كل مواثيق حقوق الإنسان والتدابير العملية في نبذ الكراهية والعنف الطائفي ومكافحة التحريض والتمييز والعنف بسبب الدين والمعتقد. لم أكن أحلم بأن أسمع هذا الفيض من الحكمة من أب مكلوم في ابنين تناثرت أجسادهما الطاهرة معلنة علو أرواح المسلمين فوق الأحزمة الناسفة والدفاع بكل شجاعة عن حياة الإنسان.
اختصر الحاج جمعة الأربش ما يحمله من فكر تجسد في عشرة مبادىء:
1. قيمة الإنسان بما ينجزه من أعمال طيبة في مجتمعه (محمد موظف في وزارة الصحة وعبد الجليل طالب هندسة في أمريكا) سيرتهما العلمية العملية الحميدة أشاد بها القاصي والداني.
2. تخريب بيوت الله ليس إلا عملاً جباناً يقوم به الخبثاء من أجل ترويع المؤمنين.
3. تجريم التحريض على الطائفية والوقوف ضد قنوات الإعلام المحرضة ضد المذاهب.
4. دور خطباء المنابر في مكافحة التعصب والتمييز والعنف بسبب المعتقد القائم على أساس الدين. لا مكان في المساجد لمن يشوهون الإسلام بدعواتهم الطائفية.
5.الثقافة الإسلامية الصحيحة التي تنعكس في سلوك المؤمن وأسلوب حياته في التعامل مع المختلفين عنه في الدين والمذهب والأفكار.
6. المساواة الكاملة في الحقوق بين المواطنين بكل مذاهبهم ومعتقداتهم.
7. الرضا بقضاء الله وقدره والفخر ببطولة حماة الصلاة، حماة المؤمنين الذين أنقذوا مئات المصلين.
8. لا عداء للإنسانية بين خلق الله مهما تعددت أديانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم «ليس لدينا أعداء مع أي مسلم في جميع أنحاء العالم».
9. المؤمن هو من سلم البشر من أذاه.
10. تمني الخير للناس، وعزاء للوطن ولأبناء الوطن بكل طوائفهم ومذاهبهم: (الله يكفينا شرهم ويكفي المؤمنين من شرورهم ويحفظكم).
كثيرون من هم على قيد الحياة، ولكن قليلون من هم على قيد الإنسانية. أحسن الله عزاءنا جميعاً.