Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يا جامعاتنا استشرت الآلام

وها هي مرحلة القبول في جامعاتنا قد بدأت متثاقلة بشروطها وأنظمتها المستعصية المستجدة والممتدة عبر سنوات مضت وكأنها في سباق محموم ليس لاستقطاب أبناء الوطن واحتواءهم وتقديم أفضل الخدمات العلمية والتطبيقية وأحدثها بل لتنفيرهم تجريعهم المزيد من العقد والإحباطات العلمية والاجتماعية وإضافة أرقام جديدة في معدلات الجريمة والإرهاب والبطالة والأمراض النفسية في بلادنا ولعل المتتبع والمراقب لما تفرزه تلك القضية في الأعوام السابقة يجد الكثير من الإجابات لمخرجاتها السلبية وانا على يقين تام ان خادم الحرمين الشريفين رعاه الله لم يتخذ قراره العظيم بتفعيل نظام الابتعاث الخارجي لمدة خمس سنوات سابقة ثم قراره الكري

A A
وها هي مرحلة القبول في جامعاتنا قد بدأت متثاقلة بشروطها وأنظمتها المستعصية المستجدة والممتدة عبر سنوات مضت وكأنها في سباق محموم ليس لاستقطاب أبناء الوطن واحتواءهم وتقديم أفضل الخدمات العلمية والتطبيقية وأحدثها بل لتنفيرهم تجريعهم المزيد من العقد والإحباطات العلمية والاجتماعية وإضافة أرقام جديدة في معدلات الجريمة والإرهاب والبطالة والأمراض النفسية في بلادنا ولعل المتتبع والمراقب لما تفرزه تلك القضية في الأعوام السابقة يجد الكثير من الإجابات لمخرجاتها السلبية وانا على يقين تام ان خادم الحرمين الشريفين رعاه الله لم يتخذ قراره العظيم بتفعيل نظام الابتعاث الخارجي لمدة خمس سنوات سابقة ثم قراره الكريم أيضاً بتمديد فترة الابتعاث لسنوات خمس أخرى ما هو الا لسد ثغرة زاد اتساعها وقضية تعاظمت آثارها السلبية على الوطن والمواطن فهلا التفتت جامعاتنا الموقرة إلى احتواء مثل هذه القضية الوطنية والاسراع بإيجاد الحلول الناجعة التي تصب في مصلحة ابناء الوطن وتخدم كيان هذا الوطن العظيم بدلاً من الاتجاهات التي بدأت تنحوها حيال توسيع دائرة التعليم المسبوق الدفع والذي بدأ يتنامى بصورة لافتة وكأن جامعاتنا بهذا المسلك تتجه باتجاه التعليم الأهلي والذي يسعى لتقديم الخدمات المادية للجامعات وهو ما يعطي صورة مقلوبة لأهداف الجامعة الرئيسية والتي منها خدمة المجتمع فأين هي من ذلك بعد أن أصبح الالتحاق بها يعتمد على تحصيل الرسوم ولعل هذا الأمر أيضاً يتنافى تماماً مع توجهات حكومتنا الرشيدة التي تنادي بمجانية ‏التعليم وتقدم للمؤسسة التعليمية بمختلف مستوياتها كافة الدعم المالي ‏فهل اصبحت جامعاتنا الموقرة التي تعمل تحت مظلة التعليم العالي ‏وتؤتمر بأمرها هل اصبحت جامعة أهلية هدفها الاهم الربح المادي ‏بدلاً من الاتجاه إلى الارتقاء بخدماتها العلمية والتطبيقية التي نتأملها ‏جميعاً منها ونطمح ان تكون ميداناً فاعلاً ومؤثراً في الارتقاء بنا إلى ‏مصاف دول العالم الأول الذي نطمح ان تكون ضمن عناصره في ‏المستقبل القريب لكن الواقع الذي تعيشه اغلب جامعاتنا -وللاسف ‏الشديد- لا يؤدي هذا الدور بل اصبح ذلك البعض منطلقاً للمخرجات ‏الهزيلة في اعدادها وتأهيلها ثم نراها ايضا قد تناست دورها الرئيسي ‏في دفع حركة البحث العلمي وتشجيع المبدعين والمبتكرين من خلال ‏ميدانها التطبيقي الهش وبما ان مرحلة القبول الجديدة على الابواب ‏فإننا نتأمل ان تعيد جامعاتنا الموقرة النظر في سياسة القبول لديها ‏وان تعمل على تيسيره درءاً لكثير من القضايا ذات الابعاد ‏الاقتصادية والاجتماعية وان تعمل على احتواء ابناء الوطن بكافة ‏معدلاتهم ضمن تحديد المجالات المناسبة لكل مستوى منها وأن ‏تمكنهم من الالتحاق بها بدلاً من البحث عن جامعات أخرى في دول ‏مجاورة هي اقل منا في كافة المستويات المعيشية والاقتصادية وان ‏تضع حدًا لعمليات القبول المسبوق الدفع لما يمثله من ثقل وعبء ‏مادي يتحمل الأبناء وأولياء الأمور الذين تكالبت عليهم ظروف الحياة ‏ومتطلباتها واصبحت تمثل لهم مجالاً خصباً للانحرافات الفكرية ‏والسلوكية.‏ولعلي هنا أطرح تساؤلي الكبير وهو: ان حكومتنا الرشيدة سعت خلال ‏الاعوام المنصرمة إلى استحداث عدد كبير من الجامعات في مختلف ‏المناطق لكن قضية معوقات القبول لا تزال قائمة فهل نجد الإجابة ‏من وزارة التعليم العالي والله تعالى من وراء القصد.‏
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store