الجمعيات التعاونية الاستهلاكية : لنأخذ قرارنا

التقرير الاقتصادي الصادر حول ثبات وارتفاع الأسعار في السعودية للمواد الغذائية واستمرار استنزافنا كمواطنين أمام جشع البعض ورغبتهم في تحقيق الأرباح، يجعلنا نفكر في الوسائل التي يجب علينا كمواطنين اتخاذها لحماية دخلنا من التآكل والعيش برغد خاصة وأن الدولة لا تفرض ضرائب أو جمارك مرتفعة بل تتكرم وتقدم إعانات لنا. ولعل الحل والطريق أيضا متوفر لنا وبدعم من الدولة ولكن يستلزم منا كمواطنين التحرك واستثمار جزء من مدخراتنا في الحل، وهذا الحل ليس معقداً أو مستعصياً بل ونجده بكثرة في مختلف دول العالم والخليج. الحل يكمن في تكوين جمعيات استهلاكية تتعاون مع المواطن وفيما بينها لتوفر احتياجات المواطن بتكلفة معقولة وبربح من التعامل وللمؤسسين وتحت مجلس الجمعيات التعاونية. الحل يستلزم أن يكون التحرك من المواطن وبرأس مال بسيط، حيث يستلزم منا توفر من ١٢ مواطناً (موظف حكومي أو قطاع خاص أو بدون وظيفة رجلاً أو امرأة) فما فوق لينشئوا جمعية الحي. ولو ساهم كل فرد بخمسين ألف ريال لتكوَّن رأس مال، ستمائة ألف ريال وبدعم من الدولة بجانبين عند التكوين منحة غير مستردة توازي عشرين في المائة على رأس المال لتغطية تكاليف التأسيس وعند قيام المشروع بنسبة تبلغ خمسين في المائة من تكلفة المشروع علاوة على دعم المحاسب (دفع راتبه من طرف الدولة) والمدير ومستقبلاً منحة أرض لبناء مقر المشروع ومشاركة بنسبة خمسين في المائة في البناء. علاوة على أن المجلس للجمعيات التعاونية يساهم في دعم عملية الشراء الجماعي والتنسيق بين كل الجمعيات الاستهلاكية في المملكة العربية السعودية ليساعدها في الشراء وتوفير المنتجات كمجموعة في مواجهة القطاع التجاري.
الحل بسيط يستلزم منا في كل حي أن نجتمع نقرر وننشئ الجمعية التعاونية الاستهلاكية وفي النهاية الربح سيوزع بطريقتين على التعامل (كلما زاد تعاملك زاد ربحك) ومن رأس المال المساهم. والجميل فيها ديموقراطية التصويت فالذي يملك خمسين في المائة أو واحداً في المائة لهم نفس الصوت في التعيين والقرارات الخاصة بالجمعية العمومية. الحل بسيط وممكن وميسر فعلى موقع مجلس الجمعيات التعاونية تجد دراسة جدوى جاهزة لمشروع الجمعية التعاونية الاستهلاكية والاقتناع متيسر بالدراسة التي أعدت على أفضل المعايير. وكل ما نحتاج هو توفر اثني عشر مشاركاً وما أسهلها ليتقدموا ويضعوا طلبهم إلكترونياً ويكون الموضوع جاهزاً بعد المتابعة، ولو أضفنا له الدعم المقدم ندرك أن النجاح بإذن الله حليفنا فالدعم لوجستي ومالي ولا أدري ما الذي يبقي لنحقق النجاح. الدولة أعطت لنا الحل ويسرته بطريقة جيدة وتحتاج منا أن نتحرك ونحمي أنفسنا من تآكل دخلنا والطريق مفتوح وواضح وميسر وكل ما يحتاج منا أن نتحرك، فهل نفعلها أم نستمر في التباكي والاسترخاء؟.