Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

محراب الرسول ثمرةُ صبر أيوب

عرفنا محاولات التفنّن في صياغة المانشيت الصحفي، والسجع الركيك والمضحك أحيانًا في الصحف الرياضية، بعد ختام البطولات الكبيرة، ورغم كُرهي لأخبار الرياضة وولعي باللغة كانت تجذبني صحف حمراء و خضراء وصفراء

A A
عرفنا محاولات التفنّن في صياغة المانشيت الصحفي، والسجع الركيك والمضحك أحيانًا في الصحف الرياضية، بعد ختام البطولات الكبيرة، ورغم كُرهي لأخبار الرياضة وولعي باللغة كانت تجذبني صحف حمراء و خضراء وصفراء بسبب العناوين الضخمة المبالغ فيها تتوسطها من الأسفل صورة لاعب منتشٍ من الفرحة.
كنت أردد العناوين السخيفة: «من أجل الكأس .. حمزة عَمَلها بالرأس» و»الإتي هاتريك.. والهلال هاردلك».. أرددها مَحَبّةً في السّجع، وما كنتُ أدري أنها تُفسد الذائقة اللغوية، وكنت أفكر ساعتها مَن وراء هذه العبارات، هل هو رجل مثقف ذو «شنب» ضخم، يدخن سيجارة لصياغة العبارة؟ أم هو رجلٌ هاوٍ وهذه وظيفته كالمردد الرئيس في حملات الانتخابات..: «لا أبو علي ولا أبو حسين... أبو هشام شباب وزين»؟!!
عنوان المقال (المسروق) سُرِق ضُحىً من جريدة (مكة) فلا تحزن سيدي القارئ، ولا تقلق فالسرقات الأدبية غدت متاحة عرفًا وشرعًا -بحسب بعضهم - وخاصة إذا كانت نيتك للخير كأن تبشر برجوع الشيخ محمد أيوب ليبدد كآبة قلوب جفّت، واشتاقت قراءة خالصة من القلب للقلب.
العنوان على قدر ما فيه عُمقٍ وجهد واحتراف، وجمعٍ بليغ لأطراف متشتتة من قصة الشيخ محمد أيوب حفظه الله، وإيحاءٍ ودلالةٍ وتشبيه.. إلا أن فيه ذكاءً أسهم في أن يعلق بالذاكرة عُنوانا وقصة وإبداعًا.
أذكر أيضًا هذا العنوان جيدًا «جيران الحرم يشاركون أهل الإحساء عزاءهم»، وانظر ما في العنوان من دلالات تتوافق مع الظرف في ذلك الوقت، والإرهاب يتربص الجميع فهبّ جيران الحرم مواساةً وطمأنةً في الحادثة المعروفة..
وتأمل الفروقات سيّدي بين خبرٍ كعنوان المقال.. وخبرٍ جامد رسمي بتعيين الشيخ إمامًا مضافًا إليه بهارات مثل (بالفيديو .. بالصور)!
.. وهنا الفرق بين الصحفي المبدع، والآخر الكسول «الناسوخ» المتبلد.. وهو ينتظر تميزًا وتكريمًا.
والنتيجة؛ سيجد «الناسوخ» نفسه يقرأ حاله في صحيفة أخرى: «التقاعد وحيدًا... ثمرةُ بلادةِ أعوام».
ورمضان كريم .. وكل عام وأنتم بخير .
** أرسل أحدهم يقول: رمضان ليس كريمًا وإنما الكريم الله فلا يجوز القول..
وله الجواب.. كيف أصبح المحراب هنا ثمرةً يا غبيّ؟!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store