Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نوَام النهار في رمضان يصومون عن الفضائل

نوَام النهار في رمضان يصومون عن الفضائل

الزهد والرضا بالقليل والعمل بالتنزيل كانت أبرز صفات الصائمين قديما، حسبما يقول المسن سعد عايض ويضيف: كنا نفطر على حبات التمر وقرص الشعير واللبن والقهوة وكنا نتقاسمها مع الأهل والجيران رغم الفاقة والحا

A A
الزهد والرضا بالقليل والعمل بالتنزيل كانت أبرز صفات الصائمين قديما، حسبما يقول المسن سعد عايض ويضيف: كنا نفطر على حبات التمر وقرص الشعير واللبن والقهوة وكنا نتقاسمها مع الأهل والجيران رغم الفاقة والحاجة، فيما تتنوع اليوم وجبات الإفطار والسحور بشتى المأكولات والفواكه والحلويات، والتي تزيد عن جاحة الأسرة، ومع ذلك لانجد من يهتم بجاره أو قريبه نحن بحاجة إلى تقوية أواصر العلاقة بين الأقارب، خاصة في رمضان شهر الخير والطاعة، والذي أحاله كثيرون إلى موسم للإسراف والتبذير وجردوه من روحانياته ونفحاته الإيمانية، وأصبحوا كما يقول عدد من المسنين كمن يصوم عن الفضائل.
أما عبدالله كرات فيرى أن أيام رمضان الماضي لم تكن تختلف عن بقية أيام العام، فالجميع مشغولون في أعمالهم ومنهمكون في طلب الرزق والزراعة والحرث وجني الثمار المتنوعة، التي تشتهر بمهام مزارع المنطقة كالتين الشوكي والقمح والشعير والرمان والعنب والقتة والورقيات عموما كالخس والجرجير، ولم تكن موائد الإفطار متنوعة، كما هي الآن، بل كانت تقتصر على خبز القمح والقهوة وقليل من التمر.
ويوافقه الرأى صالح الفاضل معرف قرية الفرشة، حيث يقول: بعد أن يؤدي أهالي القرية صلاة التراويح في المسجد يجتمعون في جلسات ليلية للحديث عن شؤون الحياة اليومية ومعرفة أخبار القرية وأهاليها المغتربين خارجها للعمل، مؤكدا بأن تلك الجلسة الليلية لا تزيد عن الساعتين كحد أقصى، حيث إن الجميع يجب أن يستيقظ مبكرا لطلب الزرق، أما اليوم فقد أصبح رمضان شهر النوم لكثير من الأسر، وخاصة الشباب حتى أن بعضهم يغرق في نومه إلى ما قبل صلاة المغرب
وهذا ما أكده حامد جمعان، حيث قال الناس في الماضي ومع كثرة انشغالهم بلقمة العيش إلا أنهم كانوا يحرصون على العبادات والصلوات في أوقاتها وتلاوة القرآن الكريم، والحرص على صلة الرحم وزيارة المرضى بعكس ما نراه اليوم في هذا الجيل مع كل وسائل الترفيه والراحة والأمن والأمان، الذي تشهده بلادنا ولله الحمد والمنة.
ويشير عبدالوهاب الشاعر إلى أن مهام الشباب في الماضي كانت متنوعة فمنهم من يرعى الغنم ومن يساعد أسرته في الحرث وجني الثمار، فالجميع له واجبات ومهام يجب أن يؤديها.
ويعقد حامد أحمد آل جميع مقارنة بين رمضان الأمس واليوم، حيث يقول النعم التي نعيشها في عصرنا الحالي من وسائل التنقل والتبريد ووسائل التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي، علينا أن نحسن التعامل معها بالشكر وعدم التبديد، فقد كان الآباء والأجداد يتنقلون في سفرهم بالحيوانات أو سيرا على الأقدام يعانون حر الصيف وبردوة الشتاء، فضلا عن انقطاع المسافر عن أهله وذويه حتى يأتي شخص آخر التقاه في طريق سفره ليخبر أهله عنه، ويكون ذلك مصدر فرح لايوصف.
ويشير محمد الغامدي أنهم كانوا في أول ليلة من رمضان يجتمعون عند كبير العائلة ويتناولون الإفطار جميعا مع أن موائد الإفطار في الماضي لم تكن متنوعة، كما هو الآن، أن روحانية الشهر الفضيل وتواصل الأقارب وصلة الرحم أقرب إلى النفوس من أي شيء آخر، حيث إن الجميع كانوا يسعون إلى نزع الخلافات والإصلاح بين المتخاصمين والتآلف والتآخي فيما بينهم، وأما هذا الجيل فأصبحوا يتنافسون على المسلسلات الفضائية وماتبثه وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول عبدالله زايد: لم تكن الأسر سابقا في رمضان تنشغل بتأمين طلبات الشهر الكريم من المأكولات والمشروبات المتنوعة والمتعددة بقدر ما كانت تهتم بالطاعات وصلة الرحم، متمنيًا أن يعود شبابنا إلى ما كان عليه الآباء والأجداد للاستفادة من نفحات الخير في هذا الشهر الكريم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store