شابات أعمال بيشة

صباح جميل، هذا يوم مشهود في حياتي، نوع من البهجة المعروفة المصدر تحتلني، لم يفسدها إلا إحساس بقليل من الألم في رجلي، لا شيء سيفسد فرحتي اليوم ولا أحد سيفسد رغبتي في رحلتي لمدينة بيشة مدينة عم إبراهيم جارنا.
غصت في مقعد الطائرة يسربلني الفرح ويأسرني إحساس سحري منعش إلى أقصى درجات الانتعاش، أصل إلى مطار بيشة فرحة بدعوة من اختنا الغالية موضي الدعرمي من مدينة بيشة.. سحر السكينة في المدينة كالماء الآمن الأخضر في المستنقعات العميقة، الضيافة اللطيفة تحيط بي من كل مكان تأسرني بودها الصافي، كل وجوه الصديقات التي رأيتها في هذه الزيارة القصيرة لمدينة بيشة تذكرني بالعلاقات الواسعة التي أقمتها بمعزل عن أي ضغط، الفرح في هذه المدينة ليس حالة فردية.
كنت أترقب تلك الزيارة للاطلاع على منتوجات شابات الأعمال في مجال المال والأعمال، فجأة أحسست بسعادة تبللني، شعاع صافٍ منعش من النور انبعث من صنع تلك الإبداعات من ردهة قاعة العرض ونفذت إلى روحي... انطلقت تنهيدة طويلة حارة من أعماق الصدر وقد تسمرت عيناي على تلك المنتوجات، في تلك اللحظة أدركت أن لا بد أن يكون الدعم أكبر لشابات الأعمال.
لدينا كوادر وطاقات من بنات الوطن، مطلبهن حاضنات أعمال للتنمية المستدامة للمشروعات الناشئة لتسهم في دعم وتعميق الاقتصاد المحلي، ويطمحن في العديد من التسهيلات والتوسع في إيجاد حضانات الأعمال للمساهمة في عجلة التنمية المستدامة في مدينة بيشة.
استسلمت في لحظات من الاستغراق في التأمل لما يشبه الحنين إلى دعم تجربة الغرفة التجارية بجدة، أقاوم صدأ التجربة، أبحث عن صفائي وأنا أنتظر طائرتي في مطار بيشة، ثمة حفنة من المدن لا يمكن أن تنساها مطلقًا لها نوع من رائحة بعينها ما أن تمسك بطرفها حتى يفتح باب الذاكرة تقفز عليك أعذب الذكريات مهما طالت مساحتها ومهما تراكم تعداد السنين.