لجمعية البر: اعتذار مطلوب

ربما خفت بريق النهاية السعيدة التي آلت إليها الدعوى التي رفعتها جمعية البر في جدة ضد الشركة السعودية للتنمية الصناعية (صدق) بعد أن تم صدور الحكم نهاية ربيع الآخر المنصرم، وأقرته محكمة التمييز في 18 جمادى الثانية الماضي. ربما ظن البعض أن الذي تبقى هو استجابة (صدق) للحكم الشرعي بصدق فعلاً ونقل الأسهم إلى أصحابها أو بيعها وإيداع مقابلها في حساب الجمعية. لكن الذي تبقى يمتد أبعد من ذلك قليلاً أو ربما كثيراً. يتبقى لأولئك الذين ظُلموا بغير حق واجب الاعتذار وإبراء الذمة، فلقد طالت أعراضهم ألسنة حداد بسوء لا يليق إطلاقه على فئة بذلت من وقتها وجهدها ومالها كي تسير القافلة ويستفيد المحتاج ويسكن اليتيم ويُطعم الجائع. لقد كان اجتهادا خالصا يستحقون عليه من ربهم أجران إن أصابوا، وأجر إن أخطأوا. ومع ذلك تعرض بعض المزايدين بأذى بالغ لهؤلاء الأكارم تمثل في اتهامات باطلة وأقوال خرجت عن مجرد النقد المقبول إلى البذاءة اللفظية وتصفيات الحسابات الشخصية والقول بغير علم، وكأن القلوب لدى بعضهم صحائف مكشوفة يقرؤون كل واردة فيها وشاردة. ولقد نال الأستاذ صالح التركي الشيء الكثير مع أنه كان ضامناً للجمعية سداد كامل حقها لو أن خللا أصاب الصفقة التي رمت إلى تنمية موارد الجمعية ومضاعفتها عبر استثمار رآه الرجل آمناً مضموناً بإذن الله. جدير بأولئك الذين أساؤوا الظن وأفحشوا في القول مراجعة ما كان منهم وإعلان اعتذارهم وطلب الصفح عما بدر منهم، فهم بذلك يحققون مصالح عدة أولها العودة عن خطأ ارتكبوه، فيكبرون في أعين أنفسهم، وفي أعين الناس حولهم. وثانيها إظهار الجانب المضيء من المجتمع الذي يتعاون على البر والتقوى ويتراجع عن الظلم بغير حق ليكون يداً واحدة وجسداً متكاتفاً ونموذجاً مضيئاً صادقاً. وليكن لسان حال هؤلاء قول الشاعر: فهبني مسيئاً كالذي قلت ظالماًفعفواً جميلاً كي يكون لك الفضلفإن لم أكن للعفو منك لسوء ماأتيت به أهـلاً، فـأنت لـه أهلنعم أنتم أهل يا رجال الجمعية وحكماءها للعفو والصفح والتجاوز.Salem_sahab@hotmail.com