Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أمنية تقبيل الحجر الأسود: أين معهد أبحاث الحج؟!

بعد أداء الشوط السابع من أشواط الطواف، تتأمّل منظر الكعبة، وتدعو الخالق، الحليم، الغفور، قبول التوبة، وقد تتوهّم أن سند وبرهان القبول مرهون بتقبيلك الحجر الأسعد، أو بلمسه!

A A
بعد أداء الشوط السابع من أشواط الطواف، تتأمّل منظر الكعبة، وتدعو الخالق، الحليم، الغفور، قبول التوبة، وقد تتوهّم أن سند وبرهان القبول مرهون بتقبيلك الحجر الأسعد، أو بلمسه!
فإيّاك أن تطمع أكثر وتُصِرّ -مع رؤيتك لزحمة القاصدين والأعمال الإنشائية المستمرة في التوسعة- على الاقتراب من الحجر، معتقدًا أن رحمة الله قريبٌ -فقط- من المتزاحمين!
وعلى قدر الأحاديث الواردة في فضل الحجر، والمثوبة، والغنيمة التي تكون لصاحبه مُقَبِّلاً، أو مُتبرِّكا باللمس، إلاَّ أن الفرصة أضحت شبه مستحيلة الآن للإنسان الحريص على ألاَّ يعطِب أخًا له ولا يجرحه!
لمْ ألمسْ الحجر في حياتي، وياليتني أستطيع -ربنا لا تحرمنا بذنوبنا- لم أحاول، لكنني فكّرت، ولما تشاهد ما يخالف توجّه دين الرحمة من عُنفٍ، وتدافُعٍ، وصراعٍ يجعلك إمّا تتراجع، أو تشارك في (الإثم)!
كل الأوقات الآن هي (ذروة)، والطريق التي أردتَ بها الوصول إلى الله متدافعًا ومضاربًا ومؤذيًا للمسلمين ابتغاء صفحةٍ بيضاء تبدأ باللمس والتقبيل، لن تجد فيها طريقًا ينتهي بك إلى مكانك غير أن تضرب أو «تخمِش»، وتُسهِم في دفع الضعيف، وجرح الكبير.
ما يتركني أصرّ على تسميتها (فتنة الحجر الأسود) ليس أن فيها (اقتتالاً)، وإنّما هي (فتنة) جهلٍ بمسألة فضلية التقبيل والحرص عليه، مع ما فيه من ضرر ظاهر، فأبواب الفضل كثيرة في هذا الدين العظيم، ومتيسّرة، وغفران الذنوب عند الله بأيسر الطرق والوسائل لعباده الصالحين، ولكبار العصاة والبغاة، والذين ربما غُفِر لهم ولم يزر أحد منهم الكعبة وما قبّل حجرًا!
هي فتنة جهل و(هوى) أحيانًا! وليس هذا مقصورًا على حُجّاجٍ لم يُوَعَّوا، وإنّما رأيتُ عُتُلاّتٍ من الداخل يتنافسون أيضًا، ونساء يصرخن، وليس هذا مطلوبًا، ولا يرضي الله عز وجل، ولا نبيّه الذي أمرنا بالرفق وسلوك الهيّن والأيسر.
ثمّ أين «معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة» عن مسألة تنظيم الحجر الأسعد، فما نشاهد اليوم من مشروعات جبّارة كمشروع الإفادة من الأضاحي، والجمرات، والقطار، والاهتمام بالمشاعر، وأكثر من دراسة تحليلية وتقييمية واستشرافية، لما يقدّم للحجاج، كلها نتائج أبحاث ومشاركات المعهد، فأين أبحاث الحجر الأسود، وتنظيم إقبال الناس عليه؟ من المؤكد أنها موجودة.. فما هي عوائق تنفيذها؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store