Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أيقونة الدبلوماسية السعودية في ذمة الله

نجمٌ تألق في الزمان وأشرق ، مجدٌ على القمم العلية حلَّق ، فكرٌ على حل الطلاسم والغموض تفوق ، فارسٌ ترجل عن صهوة عشقها وعشقته ، وودع وزارة ألفها وألفته ، فكان فقد الأمير سعود الفيصل عميد الدبلوماسية خس

A A
نجمٌ تألق في الزمان وأشرق ، مجدٌ على القمم العلية حلَّق ، فكرٌ على حل الطلاسم والغموض تفوق ، فارسٌ ترجل عن صهوة عشقها وعشقته ، وودع وزارة ألفها وألفته ، فكان فقد الأمير سعود الفيصل عميد الدبلوماسية خسارة فادحة مني بها العالم ، فتلك أربعون عاماً تخللتها منعطفات في غاية الصعوبة جسدت مكانة هذا الرجل القامة في الوجدان ، حيث استطاع بعلمه الغزير وذكائه الفائق وعقله الراجح أن يطفئ جذوة الفتن ويخمدها ليتجاوزها العالم بسلام ، إنه رجل السياسة والإنسانية خبير العلاقات الدولية ورائد الدبلوماسية ، فحنكته جعلت صوت بلاده الغالية المملكة العربية السعودية عالياً ومسموعاً ، ومركزها مرموقاً ومحترماً في كل محفل من المحافل الدولية ، لاشك أن هذا الفيض من التألق الدبلوماسي ليس مستغرباً على عميد الدبلوماسية الدولية ، بل هو إرثٌ من والده المغفور له بإذن الله الملك فيصل ، ، نعم لقد تخرج الأمير سعود يرحمه الله من تلك المدرسة الرائعة ، التي نهل منها أسمى القيم وأكرم الأخلاق كما أنه صار مثالاً للقومية العربية ولا أدل على ذلك من أنه كان يفاخر بلسانه العربي رغم إجادته لسبع لغات أخرى ، وهذا برهان أكيد على اعتزازه بعروبته التي ظل يناضل من أجلها ومن أجل كرامتها ، فما زلنا نذكر دوره الشجاع لحشد الدعم للتدخل عسكرياً في البحرين لقمع التمرد فيها ، كما نذكر دعوته لتسليح المعارضة السورية من خلال اجتماعات مجلس التعاون الخليجي ، بالإضافة لمطالبته بفرض عقوبة صارمة على إيران وحظر سفر المسئولين وفرض قيود على الإقراض وعقوبات اقتصادية ، أما القضية الفلسطينية هي قضيته الكبرى وهاجسه الأول حيث أولاها مناصرته المستمرة ودعمه الدائم الذي لا يخفى على أحد . لذا فقد كان صعباً جداً على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله أن يقبل طلب الأمير الراحل صاحب التجربة المميزة والخبرة المتفردة بإعفائه من منصبه ، ولكنه استجاب على مضض نظراً للظروف الصحية لعميد الدبلوماسية ، وفي اللحظة التي قبل فيها طلب الإعفاء تم تعيينه مشرفاً على أداء السياسة السعودية الخارجية ، للاستفادة من تلك الخبرة الواسعة في المحافل الدولية والتجربة الخالدة في مجابهة المواقف الصعبة بفكر ثاقب ورأي سديد .
أتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة وإلى سائر الشعب السعودي الأبي والأمتين العربية والإسلامية ، بأحر التعازي في وفاة أيقونة الدبلوماسية السعودية تغمده الله بواسع رحمته وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store