غضب الملائكة

يشتكي كثير من الأطباء السعوديين من عدم المساواة مع زملائهم غير السعوديين، الذين يحظون بامتيازات يُحرم منها الطبيب السعودي. وكشفت دراسة أعدّها الدكتور فالح بن زيد الفالح عميد كلية الطب ووكيل جامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى سابقًا عن عدم رضا الأكثرية من الأطباء السعوديين عن راتب الطبيب السعودي، وخاصة في وزارة الصحة، والجامعات، إضافة إلى عدم رضاه عن البيئة الإدارية، وأسلوب التعامل في المؤسسات الصحية.وما نُشر أخيرًا في بعض الصحف والمواقع من معاناة نحو 70 طبيبًا سعوديًّا من البطالة منذ أكثر من عامين، في الوقت الذي اضطر أحدهم وهو طبيب بشري إلى أن يعمل “سائق ليموزين” بعد أن رفضته المستشفيات الحكومية والخاصة كافة، إذا ما ثبت صحته، لا يتوافق مع تدني نسبة الأطباء السعوديين الذين لا تتجاوز نسبتهم 20.6% من إجمالي الأطباء العاملين في المملكة.ولعلّ هذا ما قاد مجموعة من الأطباء السعوديين إلي إطلاق موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت، للمطالبة بحقوقهم الوظيفيّة، وعلى رأسها مساواتهم ببعض الجنسيّات غير السعوديّة. فالأطباء، الذين يُلقبون بملائكة الرحمة، هم العمود الفقري لأي نظام صحي. فإذا كانوا غير راضين، فسوف ينعكس هذا سلبًا على أداء النظام الصحي نفسه. ونأمل أن يعكس المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة المرفوع إلى خادم الحرمين الشريفين تطلعات كل من الأطباء والمرضى.. وهما المحوران الأساسيان لأي نظام صحي.