Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عذرًا ماهي دلالة «اسم العائلة»!

يسألك بلغة المثقفين: ماهي دلالة «اسم العائلة»؟

A A
يسألك بلغة المثقفين: ماهي دلالة «اسم العائلة»؟ وعليك أن تفسّر له أننا من مئات السنوات نعيش في مكة، وأن جدّي الخامس، أو السادس جاء مجاورًا لبيت الله، ونحاول نحن معشر الكُتّاب أن نكتب كلامًا طريًّا ناعمًا عن المواطنة، واللُّحمة الوطنية، كأننا نبحث عن نقطة مطر عذبة في صحراء قاحلة، وأتساءل أحيانًا: هل نتعمّد أن نرش على الجرح ملحًا ليندمل؟! ولكن نحن نعيش في زمن يقتل القاتل فيه المصلين في دور العبادة، ويلقي كلمة «مستعجل الحق بالفطور مع الرسول صلى الله عليه وسلم»!!
لا أعلم إلى متى نحمل كل هذا الرماد المتبقي من وسخ العنصرية، ونكتب كلامًا زائفًا لهذا المواطن الذي يتنفس هواء هذا الوطن. وبعد أن نجرح هويته الوطنية نردد «وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ».
نستمر نكتب للمواطن عن حروف لا وجود لها، ونستبدل له الحقيقة الكاذبة بوهم صادق، نحاول أن نحرث له في الأرض التي جفّت عروقها، نكتب كأننا نتأمّل عودة محبٍّ مات آتيًا أليس ذلك منتهى الغيبوبة التي نعيشها. لكن من يموت لا يعود.. وهذا حالنا الذين أصبحنا نكتب عن العنصرية، ونصورها كهدير ماء بينما العنصرية في الواقع أصبحت نباتات فطرية تتكاثر بلا جدوى في عروقنا!!
أن ما يحدث لنا هو تعرية لكذبتنا، وفضح الجبن والنفاق والضعف والبعد الحقيقي عن تعاليمنا الدينية. لوثنا أذهان أبناءنا فحصدنا ما زرعنا لقد كانت علاقة المواطن بالمواطن في الماضي كالوشم لا تمحى، وكان اتصالنا بجسور المحبة بين المناطق ببعض مغطى بذهب الصدق والاحترام. لم يكن هناك قانون للمحبة مطروحًا للحفظ كان هناك قالب من المواطنة يصب فيها، لكن تعرينا مع ظهور عصر التقنية والتواصل الاجتماعي، ويصيح صائحًا يطالب أن تلغي تلك التقنية وكأنه يحجب الشمس بغربال كمن يحاول اصطياد النجوم في السماء. لقد اغتالت العنصرية كل ما هو جميل ونبيل في مواطنتنا. أحرقوا الأشجار التي غرست واقفة على قدميها. وانجرفوا في عبث استنزاف الطاقات فكان ما كان. فعذرًا يا صديقتي ماهي «دلالة» اسم العائلة»!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store