أزمة الطيران حلولها سعودية

في كل صيف، وفي كل موسم، وفي كل إجازة سنوية أو أسبوعية، وفي كل يوم عمل جديد، تستمر أزمات رحلات الطيران فيما بين المدن السعودية، ومهما حاولت الشركتان الوحيدتان العاملتان في السوق السعودي حاليًا زيادة رحلاتهما فيما بين المدن وزيادة السعة المقعدية في هذه الرحلات، إلا أن حلولهما لا تزال اجتهادات وحلولا وقتية لا تقضي على الأزمة الدائمة في سوق الطيران السعودي.وبحسب خطة ومحاولات الهيئة العامة للطيران المدني في إيجاد حلول لأزمة النقل الجوي الداخلي ومن بين هذه الحلول العمل على زيادة شركات النقل الجوي الداخلي بما يتوافق مع احتياجات ومتطلبات السوق ولذلك منحت رخصتين للنقل الجوي الداخلي لشركة الخطوط القطرية «طيران المها» وشركة عبدالهادي القحطاني «طيران الخليجية السعودية» منذ ديسمبر 2012 (اللتين تعثرتا في تشغيل رحلاتهما بين المدن السعودية حتى الآن لأسباب تخصهما) فإن التقديرات تشير إلى أن هاتين الشركتين لن تحلا الأزمة المزمنة في النقل الجوي بين المدن السعودية بحسب النمو المتواصل والسريع في الطلب على النقل الجوي بين المدن وبحسب النمو السكاني المتزايد.وبدلًا من الاتجاه للبحث عن شركات طيران خارجية تقدم خدماتها للمسافرين بين المدن السعودية، فأعتقد أنه يجب على هيئة الطيران المدني أن تفكر بحلول متوفرة بكثرة في داخل البلاد فهناك العشرات من المستثمرين السعوديين الذين يملكون شركات طيران ناجحة وتعمل منذ سنوات في دول عربية وأوروبية لم تساعدهم الظروف في السنوات الماضية في الحصول على فرصتهم للمنافسة على الرخص القليلة التي طرحتها هيئة الطيران المدني، وعندما يتم الاستفادة من الخبرات التي اكتسبتها الشركات السعودية تلك في الأسواق التي عملت فيها فإنها ستكون الأقدر على توفير رحلات منتظمة وتساعد في حل أزمة الطيران الداخلي بين المدن السعودية بكل كفاءة واقتدار وبالأخص في المحطات التي تقع في أطراف الأراضي السعودية وتمنح للمسافر الفرصة في الحصول على أفضل الخدمات وأرخص الأسعار وسط منافسة معقولة.وحسب معلوماتي فإن هناك نحو عشر شركات طيران خارجية يملكها أو يساهم فيها رجال أعمال وشركات سعوديون اكتسبوا خبرات في إدارة وتشغيل واستثمار نشاط النقل الجوي من عملهم طوال السنوات الماضية في تلك الدول.خطة هيئة الطيران المدني في فتح مطارات محورية في مناطق المملكة (الشمال - الجنوب - الشرق - الوسط) يدفع الى التوسع في الترخيص لشركات طيران داخلية تقدم خدماتها لهذه المطارات المحورية وكذلك مع المدن الأخرى داخل البلاد ومع الدول المجاورة بالإضافة إلى إمكانية استخدام أنواع جديدة من الطائرات الصغيرة التي تستخدم حاليًا بين المطارات الأوروبية.