Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حماك الله يا بلادي

قضيت مساء الخميس الماضي أتنقل في القنوات الفضائية ماذا أقول لكم عن (ليلة خميسي) ليلة موجعة مؤلمة علينا وعلى كل إنسان سمع بخبر تفجير طوارئ عسير.

A A
قضيت مساء الخميس الماضي أتنقل في القنوات الفضائية ماذا أقول لكم عن (ليلة خميسي) ليلة موجعة مؤلمة علينا وعلى كل إنسان سمع بخبر تفجير طوارئ عسير. لا أعرف هل كان رأسي يدور أو أضغاث أحلام من الحمى التي أصابت جسدي مع بث الخبر انتقلت الحمى إلى ذهني، لا أحد يفسر لك ماذا حصل! الكل يعلق إنهم أبناءنا المُفجِر والمتفجر! لا أحد تجد عنده الجواب الشافي لماذا استهدف القاتل قواتنا، أبناءنا حماة الوطن! أبناءنا من ننام وهم سهرانين يحرسون ترابنا وبيوتنا ومالنا.نعم الألم الصامت ينبعث من قلوبنا ونحن نبحلق في الشاشات ونسأل لماذا المُتفجر قواتنا؟ الألم يضرب باطن أرض الجنوب بعد أن أوجعنا في ساحل الخليج العربي، حاولت أن أتجاوز تلك الليلة والتعامل معها على اعتبارها من الليالي المؤلمة، لكنه يبدو للأسف أن تلك الليلة لم ينجلِ ليلها بل تعطلت لغة الكلام فيها. لا أرغب في استعراض تفاصيل الليلة الحزينة أكثر لأن الحزن الصامت بات في كل بيت من بيوتنا وأصبحت جمعتنا في كل بيت فاجعة، بل تلك الفاجعة تجعل الدماء تتصاعد إلى رأسك وقد تتوقف هناك!! حاولت أن أشرح بتوسل لكل أسرة فقدت ابنها أنني أشعر بالفقدان الأليم، إلا أنني كنت أخاطب نفسي، هنا موت وهنالك موت. غادرت مساء الخميس كل (القنوات الفضائية) بعد أن تأكدت أن لا علاقة لهذا الوطن بمن يقتل أبناءنا، وأن حُسن تعامل الطبيعة السخية في عسير تنبذ ذلك القاتل. فجبال عسير التي تقدم لك أجمل بانوراما يمكن أن تطل عليها العين، لا تتفق إطلاقاً وأخلاقاً مع ذلك القاتل الذي أجّر عقله وجسده للغير. فعظم الله أجرك ياوطن في أبنائك ولا زلنا نكتب عن المُفجِر وعن بقايا أبنائنا الذي تدهسهم الفخاخ البشرية الملغومة.. ويتفاخر ما يسمى داعش بمادة إعلامية متداولة من مواد التواصل الاجتماعي بقتل الأبرياء وان المُفجِر سيكون في الفردوس الأعلى!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store