Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سيرة ذاتية «فضائحية»!

لماذا نكذب في كل سيرة ذاتية نكتبها؟
أو لنُقلِّل من حدّة السؤال: لماذا تبدو السِّيَر الذاتية كأكبر كذبة؛ إذ لا يُذكر فيها عيبٌ واحد للمكتوبة عنه، خاصة السيرة المقدّمة لطلب الوظيفة؟!

A A
لماذا نكذب في كل سيرة ذاتية نكتبها؟
أو لنُقلِّل من حدّة السؤال: لماذا تبدو السِّيَر الذاتية كأكبر كذبة؛ إذ لا يُذكر فيها عيبٌ واحد للمكتوبة عنه، خاصة السيرة المقدّمة لطلب الوظيفة؟!
فكّر قليلاً معي: كلّ مؤسسة إدارية تشكو من غباء وثِقل وتدني مهارات بعض موظفيها، أو عدم التزامهم بمهامهم الوظيفية، وبالرجوع لملفات الموظفين تجد سيرًا ذاتية متميزة، أو متناسخة إلى حد كبير، ويبدو الكذب واضحًا جليًا فيها.
الباحث عن نموذج سيرة ذاتية (جاهز) «يعّبيه»، كمريض العزلة الاجتماعية يبحث عمن يتكلم عنه (بصفات غيره) في حال لو تقدم لخطبة أو وظيفة!
كيف نكوّن ثقافة جديدة لكتابة السيرة الذاتية بصدق، أو على الأقل بتلقائية، هذا لا يعارض أن تتعلم من أي نموذج حقيقي، لكن النسخ هنا.. هو المشكلة وهو «الكذب» بعينه والتزييف الغبي !
ليس صعبًا ولا شاقًا أن نتعلّم كيف نحدّد الصفات المميّزة فينا، ونسجّل بعضًا من عيوبنا! لاحظ أن بعض العيوب مثل الفشل المتكرر ونوبات الإحباط قد تجذب أرباب العمل، وتُصنَّف على أنها ميزة لصاحب السيرة وتُسجَّل كإصرار على النجاح!
وبتضمين السيرة الذاتية (الصادقة) بعضًا من العيوب، تختار فيها المؤسسة أي الموظفين أنسب لها، أو لأيّ وظيفة بالتحديد.
ومن ناحية قانونية، تُلزم الجهة المتقدّمَ للوظيفة بأنه إذا بدا منه أي سلوك مهني أو اجتماعي في بيئة العمل يخالف ما سطره بيديه، يكون للجهة حق فسخ العقد !
وإن تحققت الفكرة ونشأت هذه الثقافة مع مراعاة الجوانب الإنسانية والمشكلات الطارئة على الإنسان، والتي قد تغيّر في سلوكه وانضباطه بشكل مؤقت .. إن تحقّقت؛ فانتظروا إبداعًا و(صِدقا) في كتابة السير الذاتية !
..وهذا بطيعة الحال سينعكس على بيئات العمل.. إنتاجًا، وتقليلاً من الأضرار والخلافات، وتحسينًا للعلاقات.. إذ ستكون السيرة (الصادقة) بمثابة ملف (نفسي) مفتوح !
** هل يوجد إنسان على وجه الأرض (صحيح نفسيًا) حسب ما درسنا في مقررات الصحة النفسية في الجامعة؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store