Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الحقوا العرب قبل اندثارهم !

يا عرب .. ماذا أنتم فاعلون بأنفسكم ؟ يبدو التساؤل منطقياً ونحن نشاهد أميركا أوباما تقلب طاولة الشرق الأوسط وتتوج إيران بطلاً للمنطقة ومن حولها !!..

A A
يا عرب .. ماذا أنتم فاعلون بأنفسكم ؟ يبدو التساؤل منطقياً ونحن نشاهد أميركا أوباما تقلب طاولة الشرق الأوسط وتتوج إيران بطلاً للمنطقة ومن حولها !!.. إلا أن الإجابة على التساؤل تُدخلنا في متاهة ، لأنه لا وجود للعرب .. هناك مصر وهناك السعودية وهناك المغرب ، إلى باقي الأوطان العربية .. لا وجود لكيان سياسي يستطيع العرب الادعاء أنهم ينتمون إليه .. الجامعة العربية فشلت في هذه المهمة ،والكيانات ( التعاونية ) الإقليمية لم تتمكن من تجاوز المعوقات البيروقراطية والقبلية والمناطقية حتى عندما بدا أن هناك رغبة سياسية في أعلى الهرم ترحب بالمزيد من التقارب والتحالف .. وبالتالي فإن علينا أن نعيد صياغة التساؤل : هل يرغب كل وطن من الأوطان العربية في إقامة كيان عربي وحدوي بشكل ما ؟ وهل هناك توجه لذلك ؟ بل هل يوجد تصور ( من مراكز دراسات وأبحاث مثلاً ) يحدد كيف يمكن أن يصل العرب للاتحاد أو الوحدة ؟
لازال العرب عاجزين عن تصور المستقبل ، أي لا خطط لهم فيما يتعلق بهم كمجموعة .. القوميون العرب والبعثيون والناصريون ازدهرت دعواتهم للوحدة العربية في الخمسينات والستينات وبعض السبعينات الميلادية ، ولكنهم تقاتلوا فيما بينهم وفشلوا وانهزموا، وحلت محلهم دعوات للإسلام السياسي العابر للحدود ، الذي يعلن وطنيته في البلاد التي يكون فيها كنوع من التقية حتى يمكنه أن يصل إلى موضع يناسب غاياته حتى يواصل مسعاه لتحقيق مهمة مستحيلة بتجاوز الأوطان وإلغاء حدودها ...
إيران دولة فارسية استغلت مذهبها في تحقيق خططها ، ونفذت بدهاء ما سعت إليه ، تمكنت من تحقيق سيطرتها ونفوذها في : العراق ، وكردستان ، وسوريا ، وغزة ، وأفغانستان ، وأعلن قادة فيها أنهم نجحوا في إعادة بناء إمبراطوريتهم الفارسية التي خسروها منذ قرون .. استفادوا من الصراع مع إسرائيل عبر « حزب الله « ، ومن الغزوات الأميركية في أفغانستان والعراق ، وسعوا إلى استثمار مذهبهم بإغواء الشيعة في العالم العربي وأفغانستان وباكستان .. وهم الآن يقدمون أنفسهم لأميركا كقوة كبيرة مسئولة يمكن للأمريكيين الاعتماد عليها . ويتحدث كتَّاب أميركيون عن احتمال إعطاء إيران دوراً أمنياً محدداً في العراق وأفغانستان ومشاركتها في تحالف للحرب ضد داعش ، بل هناك من يتحدث عن تنسيق عسكري في مياه الخليج العربي .
ما يواجه العرب اليوم هو قضية مصيرية تتعلق بهم جميعاً ، ولا يمكن مواجهتها بمبادرات فردية . مستقبل النظام العربي بدوله وشعاراته مرتبط بما يمكن للعرب أن يحققوه من تقارب وتنسيق فيما بينهم ، وإلا فإن تهميشهم سيتواصل ، والمؤامرات الداخلية سوف تنتشر . وإذا كان يمكن أن يكون للعرب شأن فإن الأولى بهم رص الصفوف والتخلي عن الحركات التي تستهدف التخريب في هذا الوطن العربي أو ذاك.
الوقت ليس في صالح العرب والهجمة الفارسية بدعم أميركي تتطلب وعياً سياسياً في أعلى المستويات يساعد على صياغة إستراتيجية اتحادية عربية للمدى المتوسط والبعيد. فهل أنتم يا عرب فاعلون ؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة