Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأعمال الصغيرة مفتاح التنمية والنمو

لا يختلف اثنان على أهمية الأعمال الصغيرة في دفع عجلة التنمية والنمو في كل اقتصاد، ويعتمد عليها من طرف الشركات الكبيرة في المجتمع سواء كانت مستخدمة للمواد الخام أو موفرة لها .

A A
لا يختلف اثنان على أهمية الأعمال الصغيرة في دفع عجلة التنمية والنمو في كل اقتصاد، ويعتمد عليها من طرف الشركات الكبيرة في المجتمع سواء كانت مستخدمة للمواد الخام أو موفرة لها . ولعل الأمثلة كثيرة في هذا المجال سواء كانت في الصين أو الهند أو كوريا وتركيا أو في الدول المتقدمة ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية. ومن المعروف أن نسبة الفشل وتجاوز السنوات الأولى والاستمرار أكبر حاجز لدور المنشآت الصغيرة . لذلك نجد أن اهتمام الدول بهذا القطاع الإنتاجي في مختلف القطاعات الاقتصادية أمر حيوي حيث يتم توفير النصح والإرشاد ( من خلال الحاضنات) أو الدعم المالي والتسويقي من خلال القطاعات المالية وخاصة الصناديق الاستثمارية . ولعل النموذج التركي ودرجة نجاحه هو ما يهمنا هنا نظراً لقربه وتماثله معنا. حيث يستند النموذج التركي على بعدين رئيسين هما الدعم والمساندة عند التصدير والإنتاج للشركات والمؤسسات الصغيرة وعلى حماية القطاعات الإنتاجية نفسها من خلال برامج وعدم اتاحة الفرصة للشركات الكبرى من المنافسة وخنق المؤسسات الصغيرة. والسبب يعود الي ضعف قدرات المنشآت الصغيرة في المنافسة أمام إمكانيات وقدرة المنشآت الكبيرة والتي في وطننا همها الأكبر الاستحواذ على أكبر حجم من العملية الإنتاجية والتسويقية ومزاحمة الكل. ومع تكوين مجلس المنافسة نجد أن اهتمامه ينصب على منع الاحتكار أكثر من حماية التنافس والقدرة على الاستمرار. والأمثلة الحالية عندنا كثيرة ومتعددة بدءاً من شركة سابك وصناعة البلاستيك (حيث ان نمو هذه الصناعة على المدى الطويل من مصلحة الكل) الى الوضع الجديد والخاص بمكاتب الاستقدام وشركات الاستقدام كمثال واضح لمعاناة والضغط على الاعمال الصغيرة وقدرتها على الاستمرار. فبالنسبة لمكاتب الاستقدام كانت تُمارس نشاطا مهماً وحيوياً وجاءت الشركات لتؤثر على سوق العمل ككل من زاوية رفع التكاليف وتوفر توجه شبه احتكاري . وجود هذا التوجه خلق منافسة غير عادلة للمكاتب ورفع التكلفة للعمالة لكافة القطاعات الإنتاجية. وهنا نشير الى توجه اثر على المنشآت الصغيرة ولا نقيِّم أو نوزن نجاح استراتيجية أو نقدها الا من خلال مدخل واحد وهو قدرة المنشآت الصغيرة على الاستمرار. ولعلي أعطي مثالاً واحداً على التجربة التركية حيث كان هناك اتجاه للترخيص لشركات لتملك الصيدليات ولكن تم الابتعاد عنه ولا تزال الصيدليات في تركيا ملكيتها فردية ومنتشرة دون سيطرة الشركات أو دخولها فيها حيث تعد الصيدليات من المنشآت الصغيرة والمستمرة في النمو ودعم الاقتصاد التركي بالتوظيف والقيمة المُضافة. وهناك أمثلة كثيرة في مجالات البلاستيك وإنتاج السجاد جعلت الأتراك مسيطرين على العالم من خلال المنشآت الصغيرة التي تجد متنفساً وتعيش ولا تخنق. هذا اذا أردنا لاقتصادنا أن ينمو ويتحسن مستقبلاً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store