Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ليلة الانتخاب!!

وصلتُ دائرة الانتخاب مساء السبت، كنتُ في أشدِّ الحاجة لمَن ينتظر هذا الصباح معي كائنًا من كان؛ ليصنع يومًا تاريخيًّا للمرأة في بلادي. فلقد اكتشفتُ بعد كل هذا العمر جهلي بآلية الانتخابات.

A A
وصلتُ دائرة الانتخاب مساء السبت، كنتُ في أشدِّ الحاجة لمَن ينتظر هذا الصباح معي كائنًا من كان؛ ليصنع يومًا تاريخيًّا للمرأة في بلادي. فلقد اكتشفتُ بعد كل هذا العمر جهلي بآلية الانتخابات. أجندات العمل، والحلم الانتخابي مكتوبة، معلّقة على الحائط في قاعات الانتخابات، تكثف من طموحي لهذا اليوم، وتجعلها أكبر من كيس رمل. حاولتُ أن أشغل نفسي عن كلِّ ذلك الظمأ الفطري بقراءة أجندات العمل المكتوبة، انكسار وحشي انتابني، هل سيأتي أبناء وبنات الوطن، وينفقون أربع دقائق من عمرهم ينتخبون فيها.
أربع دقائق تستحقها الانتخابات، سألت نفسي وأنا أحاول إقناعها بالأمل داخلي: هل تسلل خيبة الانتخابات إلى روحك مصدرها الزمان؟
عدتُ للمنزل مساء يأكلني الخوف من عدم فوز إحدى نساء وطني، كأن أحدًا سكب شمعًا عليَّ، وجعلني في زجاجة وأغلقها، جلستُ أفكّر أنظر للبحر المظلم الداكن، أحاول أن أبحث عن هذا الرماد الكثيف في جوفي، سقط سؤال مغشيًا عليّ بلا جواب.. أين أبناؤك يا وطن؟ الذين تغنّوا بك، ومنك، وإليك؟ كانت غيوم كثيفة تتكاثف وتتجمّع فوق رأسي، ثم تزخُّ أمطارًا حزينةً لا أعرف كيف أتحاشى قطراتها، هموم تتكدّس وتتتابع مثل مياه جوفية تتجمع في جسدي، تبحث عن منفذٍ فلا تجد سوى أحداقي تنقع منها.
مشاعر جيّاشة تزورني لم أتعوّدها من قبل، وأسئلة وأفكار تسكن جوارحي، كان ذلك الشعور الشخصي الغامض يقودني لأعظم قرار في حياتي، أن أكتب لصديقاتنا، وأقاربنا، وأتواصل معهنّ، وحثّ نساء بلادي على الانتخاب، دائمًا الظلام يفتح أبوابًا لفكر أبيض، صحوتُ في اليوم التالي بارتفاع ضغط قاتل، وقفت أمام المرآة، تلك المرآة التي تتعقّبني وتذكّرني بملامحي، وشيئًا اسمه خبرة الألم. لمحتُ وجه امرأة أعرفها جيدًا، وجهًا غير مهزوم يملؤه الأمل. لا أعرف أحيانًا كيف يأتيني الإحساس بالأمل!!، وقفتُ أتأمّل ملامحي، أستمعُ لنفسي تسألني ببراءة العارفين بحالي، هل ستفوز إحدى نسائنا؟.
كنتُ أنصتُ إلى نفسي وهي تجيبُ باطمئنان، نعم ستكون إحدى نسائنا تخدم هذه البلاد، كما خدمتها في التعليم، والطب، والعناية، والرعاية، والتجارة، دون خسارة، فالأشجار تزدهر عندما يبدأ الربيع، وهذا ربيع بلادي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store