Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بعد أن عيّرني بتحفيظ القرآن.. كيف الحال الآن؟!

أزعمُ أن لي الحق أكثر من غيري من زملائي الكتَّاب للكتابة عن تعليم القرآن، وأوضاع المدرِّسين، حيث إنني خريج حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المسجد النبوي قبل أكثر من عشر سنوات، ومتخرّج في مدرسة ثانوية الت

A A
أزعمُ أن لي الحق أكثر من غيري من زملائي الكتَّاب للكتابة عن تعليم القرآن، وأوضاع المدرِّسين، حيث إنني خريج حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المسجد النبوي قبل أكثر من عشر سنوات، ومتخرّج في مدرسة ثانوية التحفيظ الحكومية أيضًا، وأعرف الفرق تمامًا بين المدرستين، وأحوال المدرّسين الماديّة، والفروق النفسية والاجتماعية، ومستوى التأهيل عند الاثنين، وفقًا لمرجعياتهم المؤسسية.
ومع حِراك وزارة التعليم الآن حول فصول تحفيظ القرآن، وما ألمس وأشاهد وأسمع عن مستوى ووضع الحلقات المسائية، وأجور معلّميها.. أكتب الآتي:
* خرّيج مدرسة تحفيظ القرآن الصباحية، لا يمكن أن يُقارَن بتاتًا بخريج حلقات المساء، ولا يمكن أن يُطلق على خريج المدارس الحكومية لقب (حافظ)، بمعنى الحفظ المُتقَن للقرآن.. وأقول هذا الكلام عن تجربة، وبحسب ما درست!
* يُنظر إلى حلقات التحفيظ المسائية التابعة للجمعيات -مثلاً- على أنّها تكميلية، في حين أنّ الأصل هو العكس، فهي الأساسية -بحسب مخرّجاتها وقوّتهم- وغيرها تكميلي.. وخيرُ شاهدٍ أئِمة صلاة التراويح! هل يمكن أن يؤّم الناس في التراويح خريج مدرسة (صباحي) لم يلتحق بتحيفظ (مسائي)؟!
منطلقًا ممّا سبق: فحلقات التحفيظ أحوج ما تكون إلى الدعم الحقيقي، بعد الإشراف المباشر من الجهات المعنية، والتشديد على مراقبة توجّهات المعلمين، وسلامة معتقداتهم الفكرية، وتوجّهاتهم الوطنية، بما يحقق مصالح الوطن المتمثلة في المحافظة على أمنه، وتنشئة حب الوطن، وإعمار الأرض في نفوس الطلاب، وعدم الاقتصار على التحفيظ.
* الدولة -رعاها الله- تولي اهتمامًا كبيرًا بالقرآن الكريم، فهو دستورها، ومن هنا وجب على الناصح الأمين من المسؤولين أن يؤدّي أمانته في أن يعين الدولة في استمرار جهودها في دعم القرآن الكريم والمشتغلين، حيث إنّ رواتب معلمي القرآن في الجمعيات متدنية جدًّا، وتحتاج إلى إعادة نظر، ودعم كبير يليق بمكانة القرآن، و(أهل الله) من معلميه.
** عيّرني أحدهم بأني خريج التحفيظ، ووجّهني بأن أشتغل على نفسي كثيرًا، وأطوّر قدراتي في مجال الإعلام، وتوقّع لي مستقبلاً باهرًا، بدلاً من أن يراني معلّمًا في حلقات التحفيظ المسائي، براتب يقارب الألفي ريال، وسيارة كرسيدا قديمة، أبحث عن فتاة فقيرة ترتبط (معي)!
وهذه الحكاية وحدها كفيلة بتلخيص الواقع!
ومن هنا، أبشّر صاحبي بأنني سأحقق الجزء الأول من نبوءته الثانية عاجلاً..!
** تحية تقدير لجهود الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، والمسجد النبوي، نظير ما تقدّم من دعم لحلقات التحفيظ في المسجد النبوي الشريف، والخدمات المتميّزة من باصات للطلاب، وغيرها من الخدمات المقدّمة للمدرِّسين فيها.. واللهَ أسأل أن يباركَ في جهودهم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store