Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

آه يا العراق

هل تذكرون العراق بلد الأنهار، بلد نهري دجلة والفرات، بلد الحضارات، سومر، واكد، وبابل، وأشور، وكلدان؟

A A
هل تذكرون العراق بلد الأنهار، بلد نهري دجلة والفرات، بلد الحضارات، سومر، واكد، وبابل، وأشور، وكلدان؟
العراق التي كان بكاء المآذن فيها يختلط بدعاء المصلّين، والنجوم التي كانت في سماء نهريها بحجم حبات اللؤلؤ. العراق التي كان الصباح فيها عندما يطلع يداعب كل نسمة عابرة، وكل غصن نخلة.
العراق التي ترقص على أطرافها الشعر، وتترنح على جوانبها القصائد والمواويل التي تخترق روح العربي في كل أرجاء العالم.
العراق التي تمطر سماؤها حلمًا لكل البلدان العربية، المقولة التي كنا نسمعها تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ.
بغداد المدينة الفائضة بهديل الحمام، والزنابق الحمراء.. آه يا بغداد المدينة التي لا يفارقها الهواء الربّاني الذي يشفي كل عليل، المدينة التي كانت الشمس فيها ترفع راية ود، تبسطها على الدروب وديانها. المدينة التي كانت تنام في محراب القمر، وتزين للتاريخ ما تبقى من الليالي، وتحرس الطرق الضائعة. بغداد العاشقة وبقعة الضوء والمساحة الأكثر شاسعة من مساحة الروح.
هل فكرت يومًا أن بغداد مدينة المفكرين والعلماء، شوارعها كلّها مدرعات ومصفحات، والأجساد تتمزّق إلى قطع متناثرة.. تحالف الشيطان والقتلة على ذبح حتى سفراء الرحمة، وأسفر من هذا التحالف بيع وقتل الإنسان العراقي!!
حقول من نار في صدري.. فذلك البلد العريق بلد الحضارات التي كنت أمنّي النفس بزيارته، أصبحوا يقتلون الناس أفواجًا كأنهم جراد الوقت!!. رؤوس يحتفلون بقطعها، ودماء تتناثر في الريح، جثث الأحلام تملأ الطرقات، ورائحة الآلام تزكم الأنوف والأنفاس.
وأرض تعرق بنجيل الأبرياء، ودمع يسيل أوسع من نهري (دجلة والفرات)، وشعب يبيد شعبًا!!. فأرض العراق تشتعل شمعًا بلون القهوة العراقية، صوت الرصاص يضيف لذاكرة الأحزان تخيلات أكثر حزنًا، وحزنًا في مخيلتي.
هل لازال في الأرض عند البشر متّسع للقتل والسحل والتعذيب والتنكيل، وحفر القبور أيُّها العراق؟؟، هل جفّت نبضات القلوب؟؟، هل جفّت المواويل العراقية؟؟، يا أيُّها العتب.. هل لديك مَن يصغي، ومن يستجيب؟؟.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store