Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إيران.. هيكل.. واليمن

النجاح الذي يُحقّقه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد التمدد الفارسي، خاصة في اليمن، يُثير قلقًا لدى البعض، ومشاعر عدوانية من البعض الآخر.

A A
النجاح الذي يُحقّقه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد التمدد الفارسي، خاصة في اليمن، يُثير قلقًا لدى البعض، ومشاعر عدوانية من البعض الآخر. إيران الملالي تسعى جاهدة عسكريًّا وإعلاميًّا لتحويل النجاح العربي إلى هزيمة، ومن المؤسف أن يُساهم بعض العرب في حملة إيران لإعادة الحياة إلى إمبراطوريتها الفارسية، نتيجة لجهلهم أو لمشاعر حقد ضد السعودية، وما يمكن أن تحققه من انتصارات.
وضمن الحملة الإيرانية هذه أجرى طـلال سليمان، رئيس تحرير صحيفة (السفير) اللبنانية، التي تقوم طهران بتمويلها، لقاءً مطولاً مع محمد حسنين هيكل، قامت جريدة (الشروق) المصرية، القريبة من الإسلام السياسي المصري بما في ذلك الإخوان المسلمين بإعادة نشرها، قال فيه طلال سليمان إنه ذهب إلى هيكل (للحديث عن إيران.. فهو واكب الثورة الإسلامية في إيران، فكان بين أوائل مَن حاوروا الخميني الإمام بمنطق المتفهّم والمُساند، ولكن من موقع عربي).
ومن المعروف أن لدى هيكل عقده اسمها (المملكة العربية السعودية)، فهو كان من أكثر المنادين بتصدير الثورة أيام عبدالناصر، واعتبر حينها المملكة ثمرة ناضجة لثورته، وأقنع عبدالناصر بذلك، وأشبعه تنظيرًا حول النجاح المضمون لبرنامج تصدير الثورة.. إلاَّ أنه شعر بالمرارة حين شاهد السعودية تصمد أمام كل المؤامرات التي حيكت ضد أمنها، في تلك الأيام وبعدها.. لذا فإنه كان سعيدًا وهو يستمع إلى الخميني والحرس الثوري الإيراني وهم يتحدّثون عن تصدير الثورة.
وبالطبع لم يكن هيكل من المؤمنين بالدولة الدينية، ومعروف ميوله القومية العربية، إلاَّ أنَّ اعتقاده بأن إيران الملالي ستسعى لإسقاط الأنظمة الخليجية، وعلى رأسها السعودية، وإعلانها أنها ستقوم بتصدير ثورتها المذهبية، جعله، مثل غيره من متصدري الإسلام السياسي، يهرعون إلى طهران ويكتبون المقالات والتحليلات المطوّلة في تضخيم الخميني وثورته الدينية المذهبية، نكايةً في المستهدفين من تصدير الثورة أكثر منه حبًّا في الإمبراطورية الفارسية التي أطلق ملالي طهران إشارة البدء بإعادة بنائها.
من الواضح أن محمد حسنين هيكل لازال يعيش وَهْم أن له ثأرًا ضد المملكة بسبب فشل برنامجه بتصدير الثورة الناصرية منذ أكثر من نصف قرن، وعجزه حتى اليوم عن القبول بنجاح السعودية اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا ومؤخرًا عسكريًّا.. وهو يقول لطلال سليمان كلامًا يُناقض بعضه البعض من أن (السعودية ستغرق في دخولها في حرب مع اليمن)، ثم يتبع ذلك بالقول: (لن يتوغل السعوديون في الداخل اليمني)، ويضيف: (عندما تدخَّل عبدالناصر هناك كان يساعد حركة تحرير).. ويتجاهل ما كرّرته السعودية والتحالف العربي، بأنهم لن يدخلوا اليمن، كما حدث بإنزال قوات عبدالناصر في الستينيات، ونشرها على مساحة واسعة من اليمن، بل إن قوات التحالف العربي تُساند اليمنيين الذين يحاربون الاستعمار الفارسي الجديد. وأن اليمنيين هم الذين سيُحرِّرون بلدهم.
مؤسف مواقف أشخاص مثل هيكل من سعي فارسي لاستعمار العرب، وهو أمر أعلنه أكثر من مسؤول إيراني بما فيه القول إن بغداد هي عاصمة إمبراطوريتهم الجديدة، ولكن مشاعر الإحباط لدى هيكل وأمثاله أقوى من المبادئ.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة