Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القطاع الخاص: صراعات حتمية

وراء الكواليس في كل صناعة أحداث تدور ومصالح تتعارض وقوى تتنافس، وأحيانًا تبدو تلك الصراعات حمّالة وجوه، وكأن مع كل منها سلاحًا من الأدلة والبراهين تحمله بين يديها ولا تتنازل عن صدقها وصحتها.وصناعة النقل الجوي هي الأخرى تعيش القدر نفسه، إذ تشكل الإدارات التنفيذية عادة جبهة قوية يقابلها القوى العاملة الأخرى، ومنها على سبيل المثال فئتا الطيارين والملاحين الجويين والميكانيكيين والفنيين وعمال الصيانة والنظافة وغيرهم.

A A
وراء الكواليس في كل صناعة أحداث تدور ومصالح تتعارض وقوى تتنافس، وأحيانًا تبدو تلك الصراعات حمّالة وجوه، وكأن مع كل منها سلاحًا من الأدلة والبراهين تحمله بين يديها ولا تتنازل عن صدقها وصحتها.وصناعة النقل الجوي هي الأخرى تعيش القدر نفسه، إذ تشكل الإدارات التنفيذية عادة جبهة قوية يقابلها القوى العاملة الأخرى، ومنها على سبيل المثال فئتا الطيارين والملاحين الجويين والميكانيكيين والفنيين وعمال الصيانة والنظافة وغيرهم.وعادة ما تتضارب حجج التصارع بين مصلحة الناقل الجوي المادية، ومصالح القوى العاملة التي تطالب بمزيد من كعكة الأرباح المادية التي تجنيها الناقلات الجوية خاصة أيام الازدهار والرخاء التي كانت تجني فيها أرباحًا مضاعفة كثيرة.وكلما ظهر هذا الصراع إلى دائرة الضوء كلما كانت المنظمة أكثر عرضة للتراجع، ولذلك تلجأ الشركات إلى التفاوض مبكرًا قبل فوات الأوان، فالكل خاسر حين تقع الإضرابات أو عندما يتراجع أداء العاملين لشعورهم بالغبن.بيد أن هناك صورًا أخرى غير إظهار العضلات أو جني المنافع. ومثالها ما يجري اليوم بين صاحب القرار لدى شركة الخطوط الأمريكيةAmerican airlines وبين طياريها ومسؤولي السلامة فيها، فالإدارة ترى أن فاتورة الحمل الزائد في أسطولها مرتفعة، ولئن كان الراكب يتحمل فاتورة (عفشه)، فإن الخطوط نفسها تتحمل فاتورة الوقود الزائد عن الحاجة لرحلة ما. وعليه فإن المقترح هو دفع مؤشر الوقود إلى حرف E أو فارغ باللغة الانجليزية عند اقتراب الطائرة من مدرج الهبوط.وهنا ثارت ثائرة الطيارين ومسؤولي الأمن، فهم الذين عادة ما يتخذون القرار، وهم الذين يحددون كم من الوقود يجب أن تحمله الطائرة، مع أنه لم يتوقع أحد أن يتضمن القرار مخاطرة جسيمة قد تؤدي إلى نفاد الوقود أثناء تحليق الطائرة ومن ثم سقوطها لا سمح الله.صحيح أن الأمر ليس بتلك البساطة، لكن من الواضح أن سياسة البقاء في عالم القطاع الخاص تتطلب ترشيد النفقات قدر الإمكان، ومن تلك الوسائل هز القناعات القائمة وإثارة الأسئلة حولها وعدم التردد في مناقشتها بكل شفافية، فلعل وعسى أن تُفتح مزيد من الأبواب المغلقة التي ظلت كذلك طويلا دون سبب ظاهر.Salem_sahab@hotmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store