عشرة أمور لنصبح مجتمعًا طبيعيًا

لدينا كغيرنا من مجتمعات العالم سلبيات؛ تتطلب المواجهة والإصلاح، لكن بعض تلك السلبيات -منفردة أو مجتمعة- تعتبر غير طبيعية، مقارنة بالمجتمعات التي سبقتنا تطورًا أو بما نطمح للوصول إليه من رقي وتقدم. أسباب عديدة أفرزت تلك السلبيات، منها الطفرة والخصوصية والعادات والتقاليد البالية، وضعف المتابعة.
التالي عشرة من تلك الأمور التي أرى ضرورة تعاملنا معها لنصبح مجتمعًا طبيعيًا:
1- الاعتماد على النفس في جميع الوظائف والمهن، ومنها تلك التي يندر أن تجد سعوديًا واحدًا يعمل بها، كالسباكة والنجارة وإصلاح السيارات وسواها.
2- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب؛ وفقًا لنظام واضح قائم على الكفاءة والمؤهلات، وليس الواسطة والمحسوبية والشللية، وكذلك تعديل أنظمة تقييم الموظفين بشكل يُميِّز الموظف المنتج المنضبط عن غيره بدقة وعدل.
3- مواجهة المشكلة الحقيقية للبطالة بين السعوديين، والتي يقابلها وجود 13 مليون وافد نصفهم تقريبًا بدون إقامات نظامية. إن السعودي الذي يملك المهارة والمؤهلات هو دون شك أحق بالوظيفة من غيره، دون إغفال لشكاوى كثير من أصحاب الأعمال لواقع عدم جدية بعض السعوديين، وضعف إنتاجيتهم وانضباطهم.
4- الاتكالية واللامبالاة جعلتنا من أكثر دول العالم اعتمادًا على الغير في كل شأن، بشكلٍ مخجل أحيانًا، هناك مثلًا مئات الآلاف من عمال النظافة في شوارعنا يمكننا الاستغناء عن 90% منهم بمجرد قيام كل شخص بالحفاظ على نظافة الأماكن العامة، وإلزام كل مبنى سكني وتجاري بنظافة محيطه، والاكتفاء بسيارات نظافة تجمع النفايات في أوقات محددة، كما يحدث بفاعلية في دول عديدة.
5- لدينا هوس غير طبيعي لا مثيل له في أي مجتمع آخر بالمرأة وقضاياها، سواءً بحجرها والتشديد عليها، أو بالمطالبة بتحررها بشكل يخالف تعاليم الدين الحقيقي. المرأة نصف المجتمع وينبغي التعامل معها على هذا الأساس من ناحية الحقوق والواجبات.
6- عدم وجود نظام فاعل لبناء القيم والأخلاق؛ وغرسها بالتربية والتعليم والقدوة وصرامة القانون نتج عنه مشكلات عديدة كالتناقض والتهور والعدوانية في القيادة، وعدم احترام الطابور، وإتلاف الممتلكات العامة، والتسيّب الوظيفي، وكثير من المظاهر السلبية الأخرى التي كشفتها شبكات تواصلنا الاجتماعي.
7- الفساد والهدر المالي نزيف في خاصرة الوطن، تم اتخاذ كثير من الخطوات المحمودة لعلاجهما، ولا تزال هناك حاجة ماسة للمزيد والمزيد.
8- العنصرية والطائفية والمناطقية خطر حقيقي تزايد وطفا على السطح مع شبكات التواصل، ولا بديل عن وجود نظام واضح يُجرِّم تلك الممارسات بشكل يكفل حماية وحدتنا الوطنية.
9- تقليل الاعتماد على النفط مطلب نسمعه منذ عقود، ومع ذلك لا يزال -رغم المحاذير- يمثل 90% من اقتصادنا!.
10- التعليم ثم التعليم ثم التعليم، #لم_ينجح_أحد.. جودته لا غنى عنها لحل جميع الأمور السابقة وأكثر.