أمير المدينة.. عزم وتنفيذ وإصرار

اعتدنا في كثير من الأحيان على سماع مبادرات وحضور مؤتمرات، بتوصيات لا يُنفّذ كثير منها، ولكن الأمر مختلف الآن كما عاينّا ليلة البارحة الأولى في مناسبة افتتاح معرض المخطوطات في المدينة المنورة.
وأصدق تعبير يمكن أن يقال عن هذه المناسبة هو جملتان مقتضبتان من بين ثنايا كلمة أمين دارة الملك عبدالعزيز د. فهد السماري، حيث قال: «إنها ليلة وفاء للتاريخ والتراث والثقافة».
ما كان في تلك الليلة ماهو إلا تنفيذ لمبادرات صادقة أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، ولأنه -كما أكّد السماري- من مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- فإن مبادراته تمكث في الأرض ويعمل عليها ويتابعها شخصيًا.
المدينة المنورة كانت -وما تزال- منبرًا ثقافيًا يشع بالمعرفة والنور والفكر الحضاري المحتضن لكل معاني ومفاهيم الإنسانية، والداعم لكل ما يرتقي بشأن الإنسان في مختلف المجالات، والفرصة متاحة اليوم أكبر بعد الاهتمام المتوالي والمتزايد بالشأن الثقافي كشمروع مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية، والتعاون مع المكتبات العالمية.
برنامج المدينة المنورة الثقافي -رغم عدم اطلاعي عليه حتى الآن- إلا إنني متفائل به كثيرًا في ظل حرص سمو أمير المنطقة، وبتوجيه البرنامج مبكرًا التوجيه السلي، إذ من المفترض أن يكتسب قوته من فريق العمل المشتغل عليه سواء في دارة الملك عبدالعزيز، وهي ذات الخبرة العريقة في التنظيم والإعداد للندوات العلمية الكبيرة وإقامة المعارض التوثيقية، وتوظيف التوثيق ليخدم الثقافة والمثقف، أما وقد اجتمعت مع جامعة طيبة في طيبة الطيبة، فلا عذر لأي مثققف من أبناء المدينة المنورة داخل الجامعة وخارجها من أن يمد يد العون لهذه المبادرات ويتكاتف معها.
يجب أن تُسطّر كلمات ومبادرات الملك سلمان وابنه فيصل التي تخدم المدينة المنورة، وتكون هي «مخطوطات العصر»، الشاهدة على عزم الآباء، كي تحفظ الأجيال القادمة.