Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«الفريح» يعلّق الجرس

No Image

لم يعد الإرهاب، ومحاربته، وما يتّصل به من أفكار منحرفة، وسوءات قاتلة قضيّة تتحمّل وجعها وهمّها الجهات الأمنيّة وحدها؛ بل هو في المقام الأولى قضيّة وطنيّة كبرى، يستوي في تحمّل تبعاتها الجميع بكلّ مسؤول

A A
لم يعد الإرهاب، ومحاربته، وما يتّصل به من أفكار منحرفة، وسوءات قاتلة قضيّة تتحمّل وجعها وهمّها الجهات الأمنيّة وحدها؛ بل هو في المقام الأولى قضيّة وطنيّة كبرى، يستوي في تحمّل تبعاتها الجميع بكلّ مسؤوليّة وأمانة، فمن كان يظنّ أنّه بمنأى عن تحمّل تلك التّبعات بوصفها مسؤوليّات وطنيّة في المقام الأول- خاصّة في هذه المرحلة- فعليه أنْ يعيد النّظر في كلّ ما يتّصل بشؤونه الفكريّة والاجتماعيّة والتربويّة، وعليه -أيضًا- أن يراجع بأمانة حساباته، ويتعهدها بالنّظر بله التّصحيح.
إنّ على الجميع أن يتفهم بوعي كافٍّ أنّ المملكة العربية السعودية تخوض في هذه المرحلة حربًا لا تقبل التّراجع، فضلاً عن الخسارة، وتسعى على كافّة الأصعدة للحفاظ على هذا الكيان الكبير من سوءات التّنظيمات الإرهابيّة، على اعتبار أنّها الأخطر والأعنف في هذا السياق، عطفًا على ما تحمله من أفكار منحرفة، وممارسات قاتلة لم يسلم منها المجتمع السعودي عامّة.
وعطفًا على ذلك؛ فلا زلت أكرّر بأنّ على المجتمع السعودي بكافّة أطيافه المجتمعيّة، ونخبه الثقافيّة والفكريّة والشرعيّة الكثير من الأدوار التي يجب الاضطلاع بها، فإذا كان السّكوت، أو اتّخاذ لغة المحايدة من قبل الكثير من أساتذة الجامعات في السعودية يحمل في طياته أكثر من علامة استفهام -كما أشرت في مقال فائت-، فإنّ ذلك السّكوت لم يعد له أيّ مبرّر يشفع له في ظلّ ما تعانيه السعودية من سوءات تلك التّنظيمات الإرهابيّة، وهي تستنبت لها في كلّ مرحلة فكرًا سوداويًّا، وسلوكًا عبثيًّا لا يقل فداحة عمّا سبقه من أفكار وممارسات راح ضحيتها الكثير من الأبرياء باسم الإسلام، والإسلام براء.
أكرمني بعض الفضلاء -ممّن يسعدونني بقراءة هذه الزاوية- تارة بالاتّصال، وتارة بالتّعقيب، ومنهم الأستاذ الدكتور صالح بن عبدالله الفريح عميد الدراسات العليا في جامعة أم القرى، الذي أسعدني بهذه الكلمات التي أنشرها -بعد حذف ديباجتها- نظرًا لما تحمله من مشيرات تستحق التّأمل، يقول الدكتور الفريح: «بداية اسمح لي أن أشيد بمقالك اليوم الجمعة 20/11 وأن أوافقك في مضامين ما ذكرت؛ بل قد أذهب إلى ما هو أشد من ذلك، وهو ذهاب بعض الذين أشرت إليهم إلى موقف المحايد في الموضوع، وكأنّ الأمر لا يعنيهم، بل قد تجد لدى بعضهم أحيانًا شيئًا من التّبريرات يسوقها معتذرًا لهم عن بعض طوامهم، وأحيانًا تجدهم يسوّقون لأصحاب ذلك الفكر المنحرف بذكر ثناءات عليهم كذكر إخلاصهم وتضحياتهم وعبادتهم؛ ممّا يوهم بعض العوام بسلامة منهجهم وصحّة معتقدهم. وقد وقع هذا من أحدهم على قناة إعلامية... نعم جاء معتذرًا بعدها... لكن الموقف أظهر بعفويته خلالاً لابدّ من التّنبه له، والمسارعة إلى علاجه، من جانب آخر يتحمّل الإعلام من خلال وسائله -ولا شكّ- قسطًا كبيرًا من تفاقم المشكلة، وذلك بسبب إعراضه عن طلبة العلم والعلماء، وتقديم مَن لا يصلح أن يقدم ممّن تزيَّا بزيّهم، ولبس لباسهم، ومثل هذا الانحراف الفكري المتمثل في الغلو لا يواجهه إلاّ العلماء بالشريعة، لا بأنصاف العلماء، ولا بأهل الأهواء منهم.
الحقيقة.. الحديث حول هذا الموضوع يطول، وما في الجعبة كثير مؤلم ممّا وصل إليه حال بعضنا».
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة