شيخ تحت الـتأسيس !!

قال الضَـمِــير الـمُـتَـكَـلِّـم : أمسِ القريب كان شاباً عاصياً يفَـعل كل الموبقات بل ربما حتى لا يصلي ولا يصوم ؛ ولكنه البارحة استمع لخطبة باكية أثرت فيه ، أو ربما رأى مشهداً أو حادثاً ذكّـره بالآخرة ؛ المهم أنه أصبح مُـلتزماً ( كما يقول المصطلح ) ، الحمد لله هذا الشاب عاد للحق ، وسوف يكون عضواً صالحاً يخدم دينه ووطنه ومجتمعه

لكنه والمحيط حوله لن يكتفي بهذه المرحلة ؛ فسوف يُـقَـاد لِـيصبح شيخاً وداعية تحت التأسيس حتى لو لم يكن يحمل المؤهلات المطلوبة ، وتبدأ مرحلة البناء والتأسيس بالديكور الخَـارجِـي !!

ثم تبدأ مرحلة التأسيس السمعي فالبناءون من حوله ينادونه بلقب ( الشّيخ ) ، ثم المحيط الخارجي القريب حتى يألف الشاب سماع هذا الكلمة ، ويبدأ بتقمص شخصية مدلولها ، وهنا تبدأ مرحلة مهمة فخلال أيام ، سوف يصعد صاحبنا المنبر ليخطب بالناس ؛ فأحدهم قد أنابه في مسجده تدريباً له ، ولكي يرتاح الشيخ الأصل بضعة أيام من الخطبة ( مع أن بعض خُـطب الجمعة هذه الأيام بوجود المواقع الإلكترونية المتخصصة ما هي إلا قَـص ولَـزق وطباعة ) !

المهم هنا اكتمل البناء وبقراءة رياض الصالحين وبعض الكتيبات والرسائل الدعوية القصيرة أصبح ذلك الشاب وخلال مدة وجيزة شيخاً ينتقد عباد الله ، ويقدح في نياتهم ، بل ويحدد توجهاتهم الفكرية فكل ما خالف توجهات البنائين له فهو علماني أو ليبرالي مارق وقد يصل به الأمر إلى التطاول على كبار العلماء !!

أولئك المشائخ المصنعون ما هُـم إلا أدوات وأحجار شطرنج يحركها أرباب التيارات الفكرية لتقويض المجتمع ومحاولة التأثير فيه ، وما هم إلا قنابل موقوتة يفجرونها متى ما أرادوا !! ومعظم ما أصاب مجتمعنا من انحرافات فكرية وتطرف وانقسامات أيدلوجية سببه تلك الصناعة ( صناعة الموت ) !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.